(وَنَحْنُ لَهُ
عابِدُونَ) تعريض بهم ، أي : لا نشرك به كشرككم. وهو عطف. على «آمنّا»
، وذلك يقتضي دخول قوله : (صِبْغَةَ اللهِ) في مفعول «قولوا». ولمن نصبها على الإغراء أو البدل أن
يضمر «قولوا» معطوفا على «الزموا» أو «اتّبعوا ملّة إبراهيم» ، و «قولوا آمنّا»
بدل اتّبعوا ، لئلّا يلزم تخلّل الأجنبي ـ وهو قوله : «صبغة الله» ـ بين المعطوف
والمعطوف عليه ، فإنّ ذلك موجب لفكّ النظم وإخراج الكلام عن التئامه واتّساقه.
روي أنّ أهل
الكتاب قالوا : الأنبياء كلّهم منّا ، فلو كنت نبيّا لكنت منّا ، فنزلت : (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا) أتجادلوننا (فِي اللهِ) في شأنه واصطفائه نبيّا من العرب دونكم (وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ) لا اختصاص له بقوم دون قوم ، بل نشترك جميعا في أنّا
عبيده ، فهو ربّنا ، يصيب برحمته من يشاء من عباده إذا كان أهلا للكرامة ، كما
اقتضت حكمته.
(وَلَنا أَعْمالُنا
وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) يعني : أنّ العمل هو أساس الأمر ، فكما أنّ لكم أعمالا
يعتبرها الله في إعطاء الكرامة ومنعها ، فإنّ لنا أيضا أعمالا معتبرة في ذلك ، فلا
يبعد أن يكرمنا بأعمالنا.