responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 239

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام : «أوّل شيء نزل من السماء إلى الأرض لهو البيت الّذي بمكّة ، أنزله الله ياقوتة حمراء ، ففسق قوم نوح في الأرض ، فرفعه» [١].

روي عن الباقر عليه‌السلام : أنّ إسماعيل أوّل من شقّ لسانه بالعربيّة ، وكان أبوه يقول له وهما يبنيان البيت : يا إسماعيل هابي ابن ، أي : أعطني حجرا ، فيقول له إسماعيل بالعربيّة : يا أبة هاك حجرا ، فإبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة.

(رَبَّنا) أي يقولان : ربّنا. وهذا الفعل المقدّر في محلّ النصب على الحال ، أي : حال كونهما يقولان : (رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا) وفيه دلالة على أنّهما بنيا الكعبة مسجدا لا سكنا ، لأنّهما طلبا من الله القبول الّذي معناه الإثابة ، والثواب إنّما يطلب على الطاعات. (إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ) لدعائنا (الْعَلِيمُ) بنيّاتنا.

(رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) أي : مخلصين لك من : أسلم وجهه لله ، أو مستسلمين لك خاضعين منقادين. والمراد طلب الزيادة في الإخلاص أو الخضوع أو الثبات عليه ، أي : زدنا إخلاصا أو خضوعا وإذعانا لك أو ثباتا عليه (وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا) أي : اجعل بعض ذرّيّتنا (أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ). ويجوز أن تكون «من» للتبيين ، كقوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) [٢] قدّم على المبيّن [٣].

وإنّما خصّا الذرّيّة بالدعاء لأنّهم أحقّ بالشفقة ، ولأنّ أولاد الأنبياء إذا صلحوا صلح بهم الأتباع ، ألا ترى أنّ المقدّمين من العلماء والكبراء إذا كانوا على


[١] تفسير العياشي ١ : ٦٠ ح ١٠٠.

[٢] النور : ٥٥.

[٣] وهو قوله تعالى : (أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) ، والتقدير : واجعل أمّة مسلمة لك من ذرّيّتنا ، كما أن التقدير في قوله تعالى (في سورة الطلاق : ١٢) : (خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) : سبع سماوات ومثلهنّ من الأرض.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست