responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 236

بآدم.

فقال إبراهيم لمّا فرغ من بناء البيت : (رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً) [١] (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ) أنواع (الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) أبدل «من آمن» من «أهله» بدل البعض للتخصيص ، يعني : وارزق المؤمنين منهم خاصّة.

(قالَ وَمَنْ كَفَرَ) عطف على «من آمن» ، كما أنّ قوله : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) [٢] عطف على الكاف في «جاعلك». أي : وارزق من كفر. والمعنى : أنّ الله تعالى قال : قد استجبت دعوتك فيمن آمن منهم ومن كفر.

وإنّما خصّ إبراهيم عليه‌السلام المؤمنين بالدعاء حتّى قال سبحانه : «ومن كفر» ، لأنّ الله كان أعلمه أنّه يكون في ذرّيّته ظالمون بقوله : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [٣] ، فاقتصر طلب الرزق على المؤمنين قياسا على ما سبق ، فعرّفه الفرق بين الرزق والإمامة ، لأنّ الاستخلاف استرعاء يختصّ بمن لا يقع منه الظلم ، بخلاف الرزق ، فإنّه قد يكون استدراجا للمرزوق ، وإلزاما للحجّة.

ويجوز أن يكون «ومن كفر» مبتدأ تضمّن معنى الشرط ، وقوله : (فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً) خبره. والكفر وإن لم يكن سبب التمتيع لكنّه سبب تقليله ، بأن يجعله مقصورا بحظوظ الدنيا ، غير متوسّل به إلى نيل الثواب ، ولذلك عطف عليه قوله : (ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ) أي : ألزّه [٤] لزّ المضطرّ الّذي لا يملك الامتناع ممّا أضطرّه إليه ، وذلك لكفره وتضييعه ما متّعته به من النعم.


[١] تفسير القمّي : ١ / ٦٠ ـ ٦٢.

(٢ ، ٣) البقرة : ١٢٤.

[٤] في هامش الخطّية : «لزّه يلزّه إذا شدّه وألصقه. منه».

وفي لسان العرب (٥ : ٤٠٤) : لزّ الشيء بالشيء يلزّه : ألزمه إيّاه.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست