روي أنّ
النصارى كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى ، ويمنعون الناس أن يصلّوا فيه ، وأنّ
الروم غزوا أهله فخرّبوه ، وأحرقوا التوراة ، وقتلوا وسبوا ، وفي شأنهم نزلت : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ
أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) ثاني مفعولي «منع» ، تقول : منعته كذا. ومثله (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا)[١]. ويجوز أن يكون منصوبا بأنّه مفعول له ، بمعنى : منعها
كراهة أن يذكر. وهو حكم عامّ في جنس مساجد الله ، وإن كان السبب خاصّا ، كما تقول
لمن آذى صالحا واحدا : ومن أظلم ممّن آذى الصالحين.
(وَسَعى فِي خَرابِها) بالهدم ، أو بتعطيل مكان مرشّح للصلاة ، بمنع دخول
المؤمنين فيها.
وروي عن
الصّادق عليهالسلام أنّ المراد بذلك قريش حين منعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دخول مكّة والمسجد الحرام ، وبه قال بعض [٢] المفسّرين.
(أُولئِكَ) أي : المانعون (ما كانَ لَهُمْ أَنْ
يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ) ما كان ينبغي لهم أن يدخلوها إلا بخشية وخشوع ، فضلا عن
أن يجترءوا على تخريبها. أو ما كان