responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 208

(إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً) [١] ، وأنّ حرمان بعض عباده عن الاستنباء ليس لضيق فضله ، بل لمشيئته على وفق اقتضاء المصلحة. والحكمة فيه : أنّ كلّ خير نال عباده في دينهم أو دنياهم فإنّه من عنده ، ابتداء منه إليهم ، وتفضّلا عليهم ، من غير استحقاق منهم لذلك عليه.

(ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦))

روي أنّهم طعنوا في النسخ ، فقالوا : ألا ترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثمّ ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ، ويقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا؟! فنزلت : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها).

النسخ في اللغة بمعنى إزالة الصّورة عن الشيء وإثبات غيرها فيه ، كنسخ الظلّ للشمس ، ثمّ استعمل لكلّ إزالة ونقل ، كقولك : نسخت الرّيح الأثر أي : أزالته ، ونسخت الكتاب أي : نقلته ، ومنه التناسخ. ونسخ الآية بيان انتهاء التعبّد بقراءتها ، أو الحكم المستفاد منها ، أو بهما جميعا. وإنساؤها إذهابها عن القلوب ، ومثله قوله تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللهُ) [٢] أي : إلّا ما شاء الله أن تنساه.

و «ما» شرطيّة جازمة لـ «ننسخ» ، منتصبة به على المفعوليّة.

وقرأ ابن عامر : ننسخ ، من «أنسخ» أي : نأمرك بنسخها. وابن كثير وأبو عمرو : ننسأها ، أي : نؤخّرها من النّسا.

والمعنى : أنّ كلّ آية نذهب بها على ما توجبه الحكمة وتقتضيه المصلحة ،


[١] الإسراء : ٨٧.

[٢] الأعلى : ٦ ـ ٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست