responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 198

حيث كانوا هم المهتدين به ، العاملين بما فيه ، وإن كان هدى لغيرهم أيضا.

والظاهر أنّ جواب الشرط (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ). والمعنى : فمن عادى منهم جبريل فقد خلع ربقة الإنصاف ، أو كفر بما معه من الكتاب بمعاداته إيّاه ، فإنّه نزّل كتابا مصدّقا لما بين يديه من الكتب ، فيكون مصدّقا لكتابهم ، فلو أنصفوا لأحبّوه وشكروا له صنيعه في إنزاله ما يصحّح الكتاب المنزل عليهم ، فحذف الجواب وأقيم علّته مقامه ، أو : من عاداه فالسبب في عداوته أنّه نزّل عليك.

وقيل : محذوف ، مثل : فليمت غيظا ، أو فهو عدوّ لي وأنا عدوّه ، كما قال : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) أراد بعداوة الله مخالفته عنادا ، أو معاداة المقرّبين من عباده ، وصدّر الكلام بذكره تعالى تفخيما لشأنهم ، كقوله : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) [١].

وأفرد الملكان بالذكر لمزيّة فضلهما ، كأنّهما من جنس آخر ، وهو [٢] ممّا ذكر أنّ التغاير في الوصف ينزّل منزلة التغاير في الذات. والتنبيه على أنّ معاداة الواحد والكلّ سواء في الكفر واستجلاب العداوة من الله تعالى ، وأنّ من عادى أحدهم فكأنّه عادى الجميع ، إذ الموجب لمحبّتهم وعداوتهم على الحقيقة واحد. ولأنّ المحاجّة كانت فيهما.

ولم يقل : «فإنّه» لئلّا يتوهّم أنّه يرجع إلى جبرئيل أو ميكائيل. ووضع الظاهر وهو «للكافرين» موضع المضمر ـ أعني : لهم ـ للدلالة على أنّه تعالى عاداهم لكفرهم ، وأنّ عداوة الملائكة والرّسل كفر.

وقرأ نافع : ميكائل كميكاعل ، وأبو عمرو ويعقوب وعاصم : ميكال كميعاد.


[١] التوبة : ٦٢.

[٢] أي : وتنزيل الملكين منزلة كونهما من جنس آخر من قبيل ذكر الخاصّ بعد العامّ ، فإن مغايرة وصفهما لأوصاف سائر الملائكة تنزّل منزلة التغاير في الذات.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست