فاعل مزحزحه ، أي : وما أحدهم بمن يزحزحه من النار تعميره ، يعني : لا
يبعّده منه أن يطول له البقاء ، لأنّه لا بدّ للعمر من الفناء. أو لما دلّ عليه «يعمّر»
من مصدره ، و «أن يعمّر» بدل منه. أو مبهم و «أن يعمّر» مبيّنه. والزحزحة التنحية
والتبعيد.
(وَاللهُ بَصِيرٌ بِما
يَعْمَلُونَ) فيجازيهم. في هذه الآية دلالة على أنّ الحرص على طول
البقاء لطلب الدنيا مذموم ، وإنّما المحمود طلب البقاء للازدياد في الطاعة ،
وتلافي الفائت بالتوبة والإنابة ، ودرك السعادة بالإخلاص في العبادة ، وإلى هذا
المعنى
أشار أمير
المؤمنين عليهالسلام في قوله : بقيّة عمر المؤمن لا قيمة له ، يدرك بها ما
فات ، ويحيي بها ما أمات.
عن ابن عبّاس :
أنّ ابن صوريا وجماعة من يهود أهل فدك لمّا قدم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة سألوه فقالوا : يا محمد كيف نومك ، فقد أخبرنا
عن نوم النبيّ الّذي يأتي في آخر الزمان؟
فقال : تنام
عيناي وقلبي يقظان.
قالوا : صدقت
يا محمد. فأخبرنا عن الولد يكون من الرجل أو المرأة؟
فقال : أمّا
العظام والعصب والعروق فمن الرجل ، وأمّا اللحم والدم والظفر والشعر فمن المرأة.
قالوا : صدقت
يا محمد. فما بال الولد يشبه أعمامه وليس فيه من شبه أخواله شيء ، أو يشبه أخواله
وليس فيه من شبه أعمامه شيء؟