ثمّ حكى سبحانه
عنهم ما يدلّ على قلّة بصيرتهم في الدين ، وضعفهم في اليقين ، فقال : (وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ) يعني : الآيات التسع المذكورة في قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ)[١] الدالّة على صدقه (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ
الْعِجْلَ) إلها معبودا (مِنْ بَعْدِهِ) بعد مجيء موسى بالبيّنات ، أو بعد ذهابه إلى الطور (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) واضعون العبادة في غير موضعها. وهو حال ، يعني : اتّخذتم
العجل ظالمين بعبادته ، أو بالإخلال بآيات الله ، أو اعتراض بمعنى : وأنتم قوم
عادتكم الظلم.
ومساق الآية
لإبطال قولهم : نؤمن بما أنزل علينا ، والتنبيه على أنّ طريقتهم مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم طريقة أسلافهم مع موسى عليهالسلام ، لا لتكرار القصّة.
وكذا ما بعدها
، وهو قوله : (وَإِذْ أَخَذْنا
مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا)