وخصّهما بالمزيّة ، لكونهما سببا للوجود ، وإنعامهما بالتربية. ثمّ ذكر ذوي
القربى ، لأنّهم أقرب إلى المكلّف من غيرهم ، ثمّ ذكر حقّ اليتامى ، لضعفهم
وعجزهم. ثم الفقراء لفقرهم.
وبعد الإخبار
عن أخذ الميثاق من اليهود ذكر نقض مواثيقهم وعهودهم بقوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) أي : ميثاق أسلافكم الّذين كانوا في زمن موسى والأنبياء
صلوات الله على نبيّنا وعليهم أجمعين. وإنّما أضاف الميثاق إليهم لما كانوا أخلافا
لهم ومعتقدين عقيدتهم. وقوله : (لا تَسْفِكُونَ
دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) على نهج قوله : (لا تَعْبُدُونَ). والمراد به أن لا يتعرّض بعضهم بعضا بالقتل والإجلاء
عن الوطن. وإنّما جعل قتل الرجل غيره قتل نفسه ، لاتّصاله به نسبا أو