responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 147

فرعون وقومه ، واقتصر على ذكرهم للعلم بأنّه كان أولى به (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) ذلك جميعا ، أو غرقهم ، أو إطباق البحر عليهم ، أو انفلاق البحر عن طرق يابسة مذلّلة ، أو جثثهم الّتي قذفها البحر إلى السّاحل ، أو ينظر بعضكم بعضا.

روي عن ابن عبّاس أنّه تعالى أمر موسى أن يسري ببني إسرائيل ، فخرج بهم وهم كانوا ستّمائة ألف وعشرين ألفا ، فصبّحهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث ، فصادفوهم على شاطئ البحر ، فقال فرعون : (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ) [١] ، فسرى موسى ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر ، فالتفتوا فإذا هم برهج [٢] دوابّ فرعون ، فقالوا : يا موسى أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ، هذا البحر أمامنا وهذا فرعون قد رهقنا بمن معه.

فقال موسى عليه‌السلام : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ) [٣] الآية ، فقال له يوشع بن نون : بم أمرت؟ قال : أمرت أن أضرب بعصاي البحر. قال : اضرب ، فضربه ، فظهر به اثنا عشر طريقا يابسا ، فسلكوها ، فقالوا : يا موسى نخاف أن يغرق بعضنا ولا نعلم ، ففتح الله فيها الروازن فتراءوا وتسامعوا حتى عبروا البحر.

ثمّ لمّا وصل إليه فرعون ورءاه منفلقا وكان على فرس حصان أدهم ، فهاب دخول الماء ، تمثّل له جبرئيل على فرس أنثى ، وتقحّم البحر ، فلمّا رآها الحصان تقحّم خلفها ثمّ تقحّم قوم فرعون ، فالتطم عليهم وأغرقهم أجمعين.

وهذه الواقعة من أعظم ما أنعم الله به على بني إسرائيل ، ومن الآيات الملجئة


[١] الشعراء : ٥٤ ـ ٥٥.

[٢] الرّهج : الغبار. (لسان العرب ٢ : ٢٨٤)

[٣] الأعراف : ١٢٩.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست