responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 119

الرجل ، ولم يجز : يا الرجل. وقيل : مبتدأ خبره ما بعده ، والجملة خبر «إنّ».

وفي هذه الآية دلالة على أنّ العلوم كلّها من جهته تعالى ، فإنّ العلوم لا تخلو إمّا أن تكون ضروريّة فهو الّذي فعلها ، وإمّا أن تكون استدلاليّة فهو الّذي أقام الأدلّة عليها ، فلا علم لأحد إلّا ما علّمه تعالى.

ثمّ خاطب الله تعالى آدم تبيينا لفضله على الملائكة بقوله : (قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ) أي : أعلم الملائكة وأخبرهم (بِأَسْمائِهِمْ) بأسماء المسمّيات ، فعلّق الإنباء بالأسماء لا بالمسمّيات ، فلم يقل : أنبئهم بهم ، لما قلناه من أنّ التعليم متعلّق بالأسماء.

(فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ) أخبر الملائكة (بِأَسْمائِهِمْ) أي : باسم كلّ شيء ومنافعه ومضارّه وخواصّه (قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي : أعلم ما غاب عنكم فلم تشاهدوه ، كما أعلم ما حضركم فشاهدتموه. والهمزة للإنكار دخلت على حرف الجحد فأفادت الإثبات والتقرير.

(وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ) ما تعلنونه (وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) ما تضمرونه. وهذا استحضار لقوله تعالى : (أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) لكنّه جاء به على وجه أبسط ليكون كالحجّة عليه ، فإنّه تعالى لمّا علم ما خفي عليهم من امور السّموات والأرض وما ظهر لهم من أحوالهم الظاهرة والباطنة علم ما لا يعلمون. وفيه تعريض بمعاتبتهم على ترك الأولى ، وهو أن يتوقّفوا مترصّدين لأن يبيّن لهم.

وقيل : (ما تُبْدُونَ) قولهم : أتجعل فيها من يفسد فيها ، و «ما تكتمون» استبطانهم أنّهم أحقّاء بالخلافة ، وأنّه تعالى لا يخلق خلقا أفضل منهم. وقيل : ما أظهروا من الطاعة وأسرّ إبليس منهم من المعصية.

وعلمهم بصحّة قول آدم ومطابقة الأسماء المسمّيات ، إمّا لعلمهم بنبوّته. وإمّا أن يكون الله تعالى جعل لهم العلم الضروري بصحّة الأسماء ومطابقتها للمسمّيات ،

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست