responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 118

(فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ) تبكيتا لهم وتنبيها على عجزهم عن أمر الخلافة ، فإنّ التصرّف والتدبير وإقامة المعدلة قبل تحقّق المعرفة والوقوف على مراتب الاستعدادات وقدر الحقوق محال ، لا تكليفا ليكون من باب التكليف بالمحال. والإنباء إخبار فيه إعلام ، ولذلك يجري مجرى كلّ منهما.

(إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في زعمكم أنّكم أحقّاء بالخلافة لعصمتكم ، أو أنّ خلقهم واستخلافهم وهذه صفتهم لا يليق بالحكيم ، وهو وإن لم يصرّحوا به لكنّه لازم مقالهم.

ثمّ أخبر سبحانه عن الملائكة بالرجوع إليه والتسليم لأمره فقال : (قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا). هذا اعتراف بالعجز والقصور ، وإشعار بأنّ سؤالهم كان استفسارا ولم يكن اعتراضا ، وأنّه قد بان لهم ما خفي عليهم من فضل الإنسان والحكمة في خلقه ، وإظهار لشكر نعمته بما عرّفهم وكشف لهم ما اعتقل عليهم ، ومراعاة للأدب بتفويض العلم كلّه إليه.

و «سبحان» مصدر كغفران ، ولا يكاد يستعمل إلّا مضافا منصوبا بإضمار فعله ، كـ : معاذ الله. وقد أجري علما للتسبيح بمعنى التنزيه. وتصدير الكلام به اعتذار عن الاستفسار والجهل بحقيقة الحال ، ولهذا جعل مفتاح التوبة فقال موسى عليه‌السلام :

(سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ) [١] وقال يونس عليه‌السلام : (سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [٢].

(إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ) بجميع المعلومات ، وهو صفة مبالغة للعالم (الْحَكِيمُ) المحكم للأفعال ، والمبدع الّذي لا يفعل إلّا ما فيه حكمة بالغة.

و «أنت» فصل. وقيل : تأكيد للكاف كما في قولك : مررت بك أنت ، وإن لم يجز : مررت بأنت ، إذ التابع يسوغ فيه ما لا يسوغ في المتبوع ، ولهذا جاز : يا هذا


[١] الأعراف : ١٤٣.

[٢] الأنبياء : ٨٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست