responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 112

أبدا بالظرفيّة ، فإنّهما من الظروف الغير المتصرّفة. وأمّا قوله : (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ) [١] ونحوه ، فعلى تأويل : أذكر الحادث إذ كان كذا ، فحذف الحادث وأقيم الظرف مقامه. وعامله في الآية «قالوا» أو «اذكر».

والملائكة جمع ملأك على الأصل ، كالشمائل في جمع شمال ، والملك مخفّفة ، والتاء لتأنيث الجمع ، وهو مقلوب مألك من الألوكة ، وهي الرسالة ، لأنّهم وسائط بين الله وبين رسله. وبالاتّفاق هم ذوات موجودة قائمة بأنفسها.

وفي حقيقتهم اختلاف بين العلماء ، فذهب أكثر المسلمين إلى أنّها أجسام لطيفة قادرة على التشكّل بأشكال مختلفة ، مستدلّين بأنّ الرسل كانوا يرونهم كذلك. وزعم الحكماء أنّها جواهر مجرّدة مخالفة للنفوس الناطقة في الحقيقة ، منقسمة إلى قسمين : قسم شأنهم الاستغراق في معرفة الحقّ والتنزّه عن الاشتغال بغيره ، كما وصفهم في محكم تنزيله فقال تعالى : (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) [٢]. وهم العلّيّون والملائكة المقرّبون. وقسم يدبّر الأمر من السماء إلى الأرض على ما سبق به القضاء وجرى به القلم الإلهي (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) [٣]. وهم المدبّرات أمرا ، فمنهم : سماويّة ومنهم ارضيّة. والمقول لهم في هذه الآية الملائكة كلّهم ، لعموم اللفظ وعدم المخصّص. وقيل : ملائكة الأرض الّذين هم بعد الجانّ [٤].

و «جاعل» من «جعل» الّذي له مفعولان ، أي : إنّي مصيّر في الأرض خليفة ،


[١] الأحقاف : ٢١.

[٢] الأنبياء : ٢٠.

[٣] التحريم : ٦.

[٤] كذا في الخطّية ، ولعلّ الصحيح : ملائكة الأرض الّذين أسكنهم فيها بعد الجانّ ، راجع مجمع البيان ١ : ٧٤.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست