responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 100

المراد من رحمته وغضبه إصابة المعروف والمكروه اللازمين للمعنى الموضوع له ، فمثّل تركه سبحانه تخييب العبد لكرمه بترك ردّ المحتاج إليه حياء منه ، كذلك المعنيّ في الآية : إنّ الله لا يترك ضرب المثل بالبعوضة ترك من يستحيي أن يمثّل بها لحقارتها. وإنّما عدل بالاستحياء عن الترك لما فيه من التمثيل الّذي هو يتضمّن أمرا محسوسا مشاهدا ، بخلاف الترك ، فإنّه أمر معنويّ غير مشاهد.

و «أن» بصلتها مخفوض المحلّ عند الخليل بإضمار «من» ، منصوب بإفضاء الفعل إليه بعد حذفها عند سيبويه.

و «ما» هذه إبهاميّة ، وهي الّتي إذا اقترنت بنكرة زادته شياعا ، تقول : أعطني كتابا مّا أي : أيّ كتاب كان ، أو هي صلة زيدت للتأكيد ، نحو الّتي في قوله : (فَبِما رَحْمَةٍ) [١]. والمعنى : أنّ لله أن يمثّل للأنداد ما لا شيء أصغر منه وأقلّ.

و «بعوضة» عطف بيان لـ «مثلا» ، أو مفعول لـ «يضرب» و «مثلا» حال عن النكرة مقدّمة عليه ، أو انتصبا على أنّهما مفعولان لـ «يضرب» لأنّه أجري مجري جعل. والبعوض فعول من البعض ، وهو القطع كالبضع ، فإنّ مدار الباء والعين والضاد على القطع كيف ما تركّبت ، ثم غلب على هذا المعنى.

وقوله : (فَما فَوْقَها) عطف على «بعوضة». وفيه معنيان :

أحدهما : فما تجاوزها وزاد عليها في المعنى الّذي ضربت فيه مثلا ، وهو القلّة والحقارة ، كجناحها ، فإنّه ضرب مثلا للدنيا ، ومنه قوله عليه‌السلام : «ما أصاب المؤمن من مكروه فهو كفّارة لخطاياه حتى نخبة النملة» أي : عضّتها [٢].

والآخر : فما زاد عليها في الحجم كالذباب والعنكبوت ، كأنّه قصد به ردّ ما استنكروه. والمعنى أنّه لا يستحيي ضرب المثل بالبعوض فضلا عمّا هو أكبر منه.


[١] آل عمران : ١٥٩.

[٢] العضة : القطعة والفرقة ، لسان العرب ١٥ : ٦٨.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست