معاشرته له في حياته و لهم من بعد وفاته في اقتسام مواريثه قالوا:
إنما ذلك بينهما في الظاهر فأما في الباطن فكانا متراضيين متصافيين لا خلاف بينهما
و لم يزل جعفر مطيعا له سامعا منه فاذا ظهر منه شيء من خلافه فعن أمر الحسن فجعفر
وصي الحسن و عنه افضت إليه الامامة، و رجعوا إلى بعض قول الفطحية و زعموا أن موسى
بن جعفر إنما كان إماما بوصية اخيه عبد اللّه إليه و عن عبد اللّه صارت إليه
الامامة لا عن ابيه و اقروا بامامة «عبداللّه بن جعفر» و
ثبتوها بعد إنكارهم لها و جحودهم إياها و اوجبوا فرضها على انفسهم ليصححوا بذلك
مذهبهم، و كان رئيسهم و الداعي لهم إلى ذلك رجل من اهل الكوفة من المتكلمين يقال
له «عليبن الطاحي [1]الخزاز» و كان مشهورا في الفطحية و هو ممن قوى إمامة «جعفر» و أمال الناس إليه
و كان متكلما محجاجا و أعانته على ذلك «اختالفارس [2]بن حاتم بن ماهويه القزويني» غير أن هذه انكرت إمامة الحسن بن علي
[1] الطاحي بالطاء ثم الألف بعدها الحاء
المكسورة و الياء نسبة إلى طاحية قبيلة من الأزد و قرية بالبصرة و في بعض النسخ
المخطوطة (الطاجني) بالجيم ثم النون نسبة إلى بيع الطاجن و هو ما يقلى عليه او
فيه: و بعضهم سماه علي بن طاحن فراجع
[2] فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني قد
اطبق علماء الرجال و الأخبار على ذمه و تكفيره و لعنه قال الكشي في رجاله: قال نصر
بن الصباح: الحسن بن محمد المعروف بابن بابا و محمد بن نصير النميري و فارس بن
حاتم القزويني لعن هؤلاء الثلاثة علي بن محمد العسكري عليه السلام ثم ذكر رواية
فيها أن أبا الحسن العسكري (ع) أمر جنيدا بقتله فقتله و ضمن لمن قتله الجنة و كان
فارس هذا فتانا يفتن الناس و يدعوهم إلى البدعة: تجد اخباره في رجال الكشي ص 324-
327 و في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص 228 و في غيرهما من المعاجم