الآخر
[1]الحجة ما دام أمر اللّه و نهيه قائمين في خلقه و لا يجوز أن تكون
الامامة في عقب من لم تثبت له إمامة و لم تلزم العباد به حجة ممن مات في حياة ابيه
و لا في ولده، و لو جاز ذلك لصح قول اصحاب إسماعيل بن جعفر و مذهبهم و لثبتت إمامة
محمد بن جعفر و كان من قال بها محقا بعد مضي جعفر بن محمد، و هذا الذي ذكرناه هو
المأثور عن الصادقين الذي لا تدافع له بين هذه العصابة و لا شك فيه لصحة مخرجه و
قوة اسبابه و جودة أسناده و لا يجوز أن تخلو الأرض من حجة و لو خلت ساعة لساخت
الأرض و من عليها و لا يجوز شيء من مقالات هذه الفرق كلها فنحن مستسلمون بالماضي
و إمامته مقرون بوفاته معترفون بان له خلفا قائما من صلبه و أن خلفه هو الامام من
بعده حتى يظهر و يعلن أمره كما ظهر و علن أمر من مضى قبله من آبائه، و يأذن اللّه
في ذلك إذا لأمر للّه يفعل ما يشاء و يأمر بما يريد من ظهوره و خفائه كما قال أمير
المؤمنين عليه السلام: اللهم انك لا تخلي الأرض من حجة لك على خلقك ظاهرا معروفا
او خائفا مغمودا
[2]كيلا تبطل حجتك و بيناتك و بذلك أمرنا و به جاءت الأخبار الصحيحة عن
الأئمة الماضين لأنه ليس للعباد أن يبحثوا عن امور اللّه