نام کتاب : امّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين نویسنده : ربّاني الخلخالي، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 20
ووحّدوا صفوفهم
للوقوف أمام سيول هوازن الجارفة ، سيما وأنّهم سمعوا أنّ هوازن أقبلت بقضها
وقضيضها ، ورجالها ونساءها وأموالها ، فهي إذن عازمة على الموت أو الدخول إلى مكة
فاتحة منتصرة.
فخرج المسلمون وقريش ـ وكانوا زهاء ألفي
رجل ـ حتى إذا بلغوا «حنين» ، وهو وادي يقع بين الطائف ومكة ، باغتتهم هوازن ، حيث
كان القوم قد كمنوا في شعاب الوادي ومضائقه ، فما راع المسلمون إلّا كتائب الرجال
، فانهزموا جميعاً ـ إلّا عليّاً عليهالسلام
ـ.
فقتل منهم كثير تحت السنابك والأرجل ، وهوازن
تشدّد القبضة عليهم وتحاصرهم وترميهم من كل مكان ، وليس للمسلمين عليهم سبيل ؛
لأنهم في أسفل الوادي والعدو من فوقهم ، فسيطر عليهم الرعب ، وارتبك الموقف ، واضطرب
الرجال ، ولم يكن همّ أحدهم إلّا النجاة بنفسه.
وهكذا استمرت المعركة لصالح هوازن ، ولم
يصمد أمامهم إلّا النبي صلىاللهعليهوآله
، وأمير المؤمنين ، وثلّة قليلة ممن باعوا أرواحهم ، واستصغروا أنفسهم في جنب الله.
وبالرغم من المقاومة المستميتة لهذه
العصابة المؤمنة فانّ العدو استمر في التوغل بين صفوف المسلمين ، فلم يجد النبي صلىاللهعليهوآله بداً ، فنادى برفيع
صوته يخاطب المهاجرين والأنصار : إلى أين تفرون؟! لقد نصركم الله في مواطن كثيرة
مع قلّة العدد ، اذكروا العهد الذي عاهدتم عليه رسول الله ، ارجعوا فان الله
ناصركم ...
ثم نظر إلى الناس ببعض وجهه فأضاء كأنّه
القمر ، ثم نادى : أين ما عاهدتم عليه الله؟ فاسمع أولهم وآخرهم ، فلم يسمعها رجل
إلّا رمى بنفسه إلى الأرض ، فانحدروا حتى لحقوا العدو ، وامتلأت قلوبهم بالأمل
لوعد النبي صلىاللهعليهوآله
الصادق المصدق ، حيث وعدهم بالنصر ، واستعادوا رباطة جأشهم ، والتأمت صفوفهم حتى
طردوا من المضيق ، ونقلوا المعركة إلى «أوطاس» ، وهناك أنزل الله عليهم النصر
فغلبوا عدوهم وأسروهم وغنموا أموالهم.
نام کتاب : امّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين نویسنده : ربّاني الخلخالي، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 20