نام کتاب : امّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين نویسنده : ربّاني الخلخالي، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 143
وأقبل على الوليد فأخبره عن عزمه
وتصميمه على رفضه الكامل للبيعة ليزيد قائلاً : أيّها الأمير إنّا أهل بيت النبوة
، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومحل الرحمة ، بنا فتح الله وبنا ختم ، ويزيد
رجل فاسق شارب الخمر ، وقاتل النفس المحرمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله ،
ولكن نصبح وتصبحون ، وننظر وتنظرون ، أينا أحقّ بالخلافة والبيعة ... [١].
وبعد ما أعلن الامام رفضه الكامل لبيعة
الطاغية يزيد عزم على مغادرة يثرب [٢].
روى عبد الله بن سنان الكوفي عن أبيه عن
جدّه قال : خرجت بكتاب أهل الكوفة إلى الحسين عليهالسلام
، وهو يومئذٍ بالمدينة ، فأتيته فقرأه فعرف معناه فقال : انظرني إلى ثلاثة أيام ، فبقيت
في المدينة ، ثم تبعته إلى أن صار عزمه بالتوجه إلى العراق ، فقلت في نفسي : أمضي
وأنظر إلى ملك الحجاز كيف يركب؟ وكيف جلالته وشأنه؟
فأتيت إلى باب داره فرأيت الخيل مسرجة
والرجال واقفين والحسين عليهالسلام
جالس على كرسي وبنو هاشم حافون به ، وهو بينهم كأنه البدر ليلة تمامه وكماله ، ورأيت
نحواً من أربعين محملاً ، وقد زينت المحامل بملابس الحرير والديباج.
قال : فعند ذلك أمر الحسين عليهالسلام بني هاشم بأن يركبوا
محارمهم على المحامل ، فبينما أنا انظر وإذا بشاب قد خرج من دار الحسين عليهالسلام وهو طويل القامة
ووجهه كالقمر الطالع ، وهو يقول : تنحو يا بني هاشم ، وإذا بامرأتين قد خرجتا من
الدار وهما تجران أذيالهما على الأرض حياءً من الناس ، وقد حفت بهما إماؤها ، فتقدم
ذلك الشاب إلى محمل من المحامل وجثى على ركبتيه وأخذ بعضديهما وأركبهما المحمل.
فسألت بعض الناس عنهما ، فقيل : أما
أحدهما فزينب والأخرى أم كلثوم بنتا أمير المؤمنين.