responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي    جلد : 1  صفحه : 652

السرقة وشيوع أراقة الدماء.

ولعلّ المصادر القديمة قد كفتنا مؤونة البحث بحيث ذكرت تسلّط جماعة من الاتراك على المتوكل في ايام حكمه ، ومن ثم قتلواه ومنهم «بغا الصغير» و «وصيف» و «باغر» و «كنداش» بينما الغالب على المعتصم في ايام حكمه «الافشين» و «سيما الدمشقي» وهكذا المستعين العباسي حيث يبرز أسم «أوتامش» وأستمرت هذه الحالة مدة حكمهم وبعدهم بقليل ، إما بخصوص موقف الامام الهادي عليه‌السلام اتجاه الاتراك فيتضح من خلال السرد التاريخي للعصور التي تسلّط فيها الاتراك ايام إمامته عليه‌السلام أن هؤلاء الاتراك لم يكونوا من مواليه ولا من شيعته ، والاتراك هؤلاء إمّا من القادة والامراء وأصحاب النفوذ ممّن قهروا الناس وأستباحوا أموالهم ، فقد كان الامام عليه‌السلام يرفض تصرفاتهم ويستخدم الاسلوب الحكيم الواعي في تحاشي شرهم وأحياناً تقريبهم للتأثير بهم.

وكان بغا الكبير التركي من المتسلطين في حكم المتوكل ، كان كثير التعطف والاحسان على العلويين بفضل سياسة الامام الهادي عليه‌السلام معه ، أما بقية القوم والبسطاء من الاتراك فقد كان موقف الامام منهم هو إسباغ العطف والترحّم عليهم ، بل وهدايتهم كما حصل لأحد الاتراك الذي قبّل حافر دابة الامام عليه‌السلام لمّا عرف فضله. المناقب ٣ / ٥١٢.

في فترات انغماس السلطات العباسية طيلة العصور في حياة اللهو والمجون ، واباحة العبث لأتباعها والمغفّلين من عوام الناس للعيش بحرية ودون قيود. كان الائمة عليهم‌السلام وأتباعهم وشيعتهم يعانون أصناف البلاء والعذاب ، والتشريد والقتل ، والسجون.

وتُشير المصادر الى أن حياة الامام الهادي عليه‌السلام قد حفلت بالمعاناة كونه قد عايش خمسة من حكّام بني العباس ، وقاسى منهم العنت والضيق والاضطهاد ، وراى محنة العلويين وشيعة أهل البيت عليهم‌السلام على أيديهم ، حيث عملت تلك السلطات المتعاقبة على سجن الامام عليه‌السلام أو فرض الاقامة الجبرية عليه ، ومطاردته ، وسجن كبار رجالات الشيعة ، بل وتهجيرهم ممّا أضطر الامام عليه‌السلام الى أن يجعل لنفسه وكلاء للاتصال به ، أو عبر المراسلة أو اللقاءات السريّة ، وفي هذا المجال عملت هذه السلطات على وضع الامام عليه‌السلام تحت الرقابة المستمرة ، ومن ثم عزله عن قاعدته الشعبية الشيعية من خلال مطاردتهم والتنكيل بهم.

ولو أردنا إلتقاط جملة نقاط مختصرة ممّا ورد في المصادر التاريخية لمّا مرّ به الامام الهادي عليه‌السلام وشيعته خلال فترة إمامته لرأينا ما يلي :

نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي    جلد : 1  صفحه : 652
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست