[١] لقد حصل في عهد
خلافة المنصور اضطراب في الوضع السياسي ، حيث انه عاش صراعاً مريراً للقضاء على
اخيه الامين ، وما نتج عن ذلك من استياء بقية انصار الامين من العباسيين ، لكنه
سرعان ما فوجئ بعدة ثورات وحركات مسلحة علوية في جميع الامصار الاسلامية ، مما جعل
المأمون يفكر في مشروع سياسي ينطوي على دهاء بعيد يستهدف اولا حركة الامام الرضا عليهالسلام وتطويقه ، وثانيا
كسب ودّ العلويين ، ولا سيما الثائرين منهم وتثبيط عزائمهم ، وامتصاص نقمة
الكثيرين منهم ، اضافة الى التشبّه بالعدل واشاعة السلام ، فعمد الى فكرة ولاية
العهد ، او اشراك الامام الرضا عليهالسلام
بالسلطة العباسية عكس ما فعل اجداده من قبل.
وعلى العموم يمكن اجمال اهم الاسباب
التي ينطوي عليها هذا الفعل السياسي.
أولاً : ايايحاء لجماعات الشيعة ولا
سيما الثائرة منها ان الخلافة قد رجعت اليهم عن طريق اشراك كبيرهم الامام الرضا عليهالسلام بعد سنوات من الغضب ، والقتل ، والابعاد
، وبالتالي فلا حاجة للثورة ضده ، وفي نهاية المطاف يكون قد انهى اقوى معارضة
سياسية لسلطانه.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 556