[١] امر الله نبيه ان
يدعو عشيرته ، وذلك عندما نزل عليه قوله تعالى : (وأنذر
عشيرتكَ الاقربين)
فبدأ بدعوة بني عبد المطلب ، كما روى ذلك اهل الحديث والسير ، كالطبري وابن الاثير
، وابن عساكر وابن كثير وغيرهم. فقد روي الطبري عن الامام علي بن ابي طالب عليهالسلام قال :
«لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله : (وأنذر عشيرتكَ الاقربين) دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لي : يا علي ...
اصنع لنا طعاماً ، واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عسّاً من لبن ثم اجمع بني عبد
المطلب ، حتى اكلمهم ، وابلّغهم ما أُمرتُ به. ففعلت ما امرني به ... فلما أراد
رسول الله ان يكلمهم ، بدرهُ ابو لهب الى الكلام فقال : لهدّما سحركم صاحبكم.
فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فقال الغد يا علي ... ففعلت ... ثم تكلم رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا بني عبد
المطلب اني والله ما اعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، اني قد
جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد امرني الله ان ادعوكم اليه فأيكم يؤازرني على هذا
الامر على ان يكون اخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟.
قال : فأحجم القوم عنه جميعا وقلت : انا
يا نبي الله اكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثم قال : ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم
فاسمعوا له واطيعوا».
بقي النبي صلىاللهعليهوآله يدعو الناس الى
الاسلام ، بطريقة سرية لمدة ثلاث سنوات ، فكان المؤمنون الاوائل يخفون ايمانهم
خوفاً من بطش قريش. وقد اتخذ المسلمون من دار ابن ابي الارقم المخزومي مقراً سرياً
لهم ، حيث كانوا يقرأون القرآن الكريم ويتعلمون احكام الاسلام ويتدارسون شؤون
الدعوة ، وكان أول من آمن به الشباب ، والرجال الأحرار ، أمثال : مصعب بن عمير ، وعمار
بن ياسر ، وأبيه ، وأمه سمية ، وكانوا حلفاء لبني مخزم.
كما امن به : ابو ذر الغفاري «جندب بن
جنادة» وغيرهم ككثير من الشباب والفقراء والمستضعفين. وعندما بدأ الرسول صلىاللهعليهوآله دعوته العلنية ، كان
يعلن دعوته الى عامة الناس ، ويبلغ رسالته في مواسم الحج ، روى ابن اسحاق : «كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله
على ذلك من امره ، كلما اجتمع له الناس بالموسم اتاهم يدعو القبائل الى الله والى
الاسلام».
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 54