[١] لم يطرأ على
سياسة الخلفاء العبّاسي المهدي أي تغيير يعول عليه ، التزم بالنهج العباسي كخط
ثابت واستوحى منه ما يجب أن يعمله من تفصيلات قد تستحدث أثناء سلطته ، وسار على ما
سار عليه الخلفاء العبّاسيون من قبله ، نعم طرأ بعض التغيير لصالح العلويين بعد
ذلك التضييق الشديد من المنصور على العلويين فكانت مصلحة الحكم تقتضي شيئاً من
المرونة ، الأمر الذي دعا الإمام عليهالسلام
أن يستغل هذه المرونة التي اتخذها المهدي العبّاسي لصالح اتباعه وتوسعة نشاطه
ومحاور تحرّكه.
بعد هلاك المنصور عام ١٤٨ هـ بويع لولده
محمد المهدي وامتدت خلافته عشر سنوات وقليل ، وفور تسلمه الحكم حاول ان يخفّف عن
كاهل الرعية في مطلع حكمه فأطلق سراح السجناء ، وردّ ما صادره ابوه المنصور من
اموالهم وقد شمل هذا القرار جماعة من آل ابي طالب وبعض شيعتهم وكان الإمام الكاظم عليهالسلام احد مّنْ رُدت اموال ابيه اليه.
وهنا يذكر اليعقوبي : وحال اخذه الحكم
امر بأخراج من في المحابس من العلويين وغيرهم من سائر الناس وامر لهم بجوائز
وصلات. تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٩٤.
وقال السيوطي : وكان ابو محد بن المنصور
جواداً محبباً الى الرعية ، ولما صارت خزائن الدولة بيده اخذ في ردّ المظالم.
تاريخ الخلفاء / ٢٧١ ـ ٢٧٢.
ويبدو من خلال استقراء الروايات انها
ضرب من السياسة الماركة قام بها الخليفة لتهدئة الوضع السياسي المضطرب والظلم
الفاحش ايام حكم ابيه ، فحاول فعل هذا السلوك من
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 469