حاول الامام علي عليهالسلام أن يضع حداً لفتنة
معاوية وقتله بلا رحمة الرجال والنساء والاطفال ، فكان يدعو الى التعبئة لمواجعة
الانحراف الأموي في الشام ، لكنه لم يجد النصرة ، فلقد كان الناس يميلون الى
الراحة في زمن كانت فيه ظروف الإسلام تستدعي السير على الأشواك.
[١] للإمام علي عليهالسلام عدة خطب يتحدث فيها
عن الوضع المؤلم الذي وصل اليه مجتمعه منها قوله : ألا وإني قد دعوتكم الى قتال
هؤلاء القوم ليلاً نهاراً ، وسراً وإعلانا ، وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فو
الله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا. فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم
الغارات. وملكت عليكم الأوطان. نهج البلاغة / ٦٩.
[٢] وجّه معاوية عدة
غارات على دولة الامام علي ، كان الغرض منها نشر الرعب والخوف ، فقد وجه بسر بن
أرطاة وأمره أن يسلك طريق الحجاز والمدينة ومكة حتى ينتهي الى اليمن ، وقال له : لا
تنزل على بلد ، أهله على طاعة علي ، إلا بسطت لهم لسانك ـ أي هددهم وخوفهم ـ حتى
يروا أنه لا نجاة لهم منك وأنك محيط بهم ، ثم أكفف عنهم وادعهم الى البيعة لي ، فمن
أبى فاقتله ، وأقتل شيعة علي حيث كانوا ، وقد قام بسر بجرائم وحشية حيث أحرق الدور
ونهب الأموال وقتل الأبرياء ، وكان عدد من قتلهم في غارته ، حوالي ثلاثين ألف من
المسلمين الشيعة ، وقد أحرق قوماً بالنار. الغارات للثقفي / ٥٩٨.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 125