responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 191

إني لأساير أبا موسى الأشعري على شاطئ الفرات، و هو إذ ذاك عامل لعمر، فجعل يحدثني، فقال: إن بني إسرائيل لم تزل الفتن ترفعهم و تخفضهم أرضا بعد أرض، حتى حكموا ضالين أضلا من اتبعهما. قلت: فإن كنت يا أبا موسى أحد الحكمين، قال فقال لي: إذا لا ترك الله لي في السماء مصعدا، و لا في الأرض مهربا إن كنت أنا هو. فقال سويد: لربما كان البلاء موكلا بالمنطق. و لقيته بعد التحكيم، فقلت: إن الله إذا قضى أمرا لم يغالب. و انصرف علي إلى الكوفة، فلما قدمها قام خطيبا، فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال: أيها الناس! إن أول وقوع الفتن هوى يتبع، و أحكام تبتدع، يعظم فيها رجال رجالا، يخالف فيها حكم الله، و لو أن الحق أخلص فعمل به لم يخف على ذي حجى و لكن يؤخذ ضغث من ذا و ضغث من ذا، فيخلط فيعمل به، فعند ذلك يستولي الشيطان على أوليائه و ينجو الذين سبقت لهم منا الحسنى. و صارت الخوارج إلى قرية يقال لها حروراء بينها و بين الكوفة نصف فرسخ، و بها سموا الحرورية، و رئيسهم عبد الله بن وهب الراسبي، و ابن الكواء، و شبث بن ربعي، فجعلوا يقولون: لا حكم إلا لله، فإذا بلغ عليا ذلك قال: كلمة حق أريد بها باطل. ثم خرجوا في ثمانية آلاف، و قيل: في اثني عشر ألفا، فوجه إليهم علي عبد الله بن عباس، فكلمهم، و احتجوا عليه، فخرج إليهم علي فقال: أ تشهدون علي بجهل؟ قالوا: لا! قال: فتنفذون أحكامي؟ قالوا: نعم! قال: فارجعوا إلى كوفتكم حتى نتناظر، فرجعوا من عند آخرهم، ثم جعلوا يقومون فيقولون: لا حكم إلا لله، فيقول علي: حكم الله أنتظر فيكم. و خرجوا من الكوفة، فوثبوا على عبد الله ابن خباب بن الأرت، فقتلوه و أصحابه، فخرج إليهم علي، فناشدهم الله، و وجه إليهم عبد الله بن عباس، فقال: يا ابن عباس قل لهؤلاء الخوارج ما نقمتم على أمير المؤمنين؟ أ لم يحكم فيكم بالحق، و يقيم فيكم العدل، و لم

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست