هذي المنازل و الآثار و الطلل مخبرات بأن القوم قد رحلوا ساروا و قد بعدت عنا منازلهم فالآن لا عوض عنهم و لا بدل فسرت شرقا و غربا في تطلبهم و كلما جئت ربعا قيل لي رحلوا فحين أيقنت أن الذكر منقطع و أنه ليس لي في وصلهم أمل رجعت و العين عبرى و الفؤاد شج و الحزن بي نازل و الصبر مرتحل و عاينت عيني الاصحاب في وجل و العين منهم بميل الحزن تكتحل فقلت مالكم لا خاب فألكم قد حال حالكم و الضر مشتمل هل نالكم غير بعد الالف عن وطن قالوا فجعنا بزين الدين يا رجل أتى من الروم لا أهلا بمقدمه ناع نعاه فنار الحزن تشتعل فصار حزني أنيسي و البكا سكنى و النوح دأبي و دمع العين ينهمل لهفي له نازح الاوطان منجدلا فوق الصعيد عليه الترب مشتمل أشكو الى اللّه رزءا ليس يشبهه الا مصاب الاولى في كربلا قتلوا ^^^
السيد محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي
كان عالما فاضلا متبحرا ماهرا محققا مدققا زاهد عابدا ورعا فقيها محدثا كاملا جامعا للفنون و العلوم جليل القدر عظيم المنزلة، قرأ على أبيه و على مولانا أحمد الاردبيلي و تلامذة جده لامه الشهيد الثاني، و كان شريك خاله الشيخ حسن في الدرس، و كان كل منهما يقتدي بالآخر في الصلاة و يحضر درسه، و قد رأيت جماعة من تلامذتهما.
له كتاب مدارك الاحكام في شرح شرائع الاسلام خرج منه العبادات في ثلاث مجلدات فرغ منه سنة 998 و هو من أحسن كتب الاستدلال، و حاشية الاستبصار، و حاشية التهذيب، و حاشية على ألفية الشهيد، و شرح المختصر