و بالجملة فقد عده جماعة من الفضلاء من جملة أجلة العلماء الامامية، منهم ابن شهرآشوب في أوائل كتاب المناقب حيث قال في أثناء تعداد كتب الخاصة و بيان أسانيد تلك الكتب: و قد اذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم.
و قد عول عليه و على كتابه هذا أيضا المولى الاستاد الاستناد في البحار و جعله من الامامية و ينقل عن كتابه فيه، قال رحمه اللّه تعالى في أول البحار: و كتاب غرر الحكم و درر الكلم للشيخ عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الآمدي، و يظهر مما سننقل عن ابن شهرآشوب أن الآمدي كان من علمائنا و أجاز له رواية هذا الكتاب. ثم نقل كلام معالم العلماء كما سننقله [1].
أقول: يريد بما سننقله عن ابن شهرآشوب كلامه في المناقب كما ذكرناه أولا أيضا [2].
ثم انه ألف الشيخ علي بن محمد الواسطي كتاب العيون و المحاسن على نهج غرر الحكم المذكور، و لكن أورد فيه زيادات كثيرة على ما في غرر الحكم.
و بالجملة هذا الشيخ معاصر لابن شهرآشوب و متأخر عن الشيخ الطوسي و له كتاب غرر الحكم و درر الكلم، و هو في جمع الكلمات الوجيزة لعلي عليه السلام من حرف الالف الى الياء يعني آخر حروف التهجي، و قد قال في أوله:
ان الجاحظ المعتزلي العامي قد جمع مائة كلمة من الكلمات المختصرة البليغة له عليه السلام و انما جمعت ألف ضعف عليه. فليلاحظ الى آخر ما قاله.
و قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء: عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الآمدي التميمي، له غرر الحكم و درر الكلم، يذكر فيه أمثال امير مؤمنين عليه