responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منتخب الاثر فی الامام الثاني عشر علیه‌السلام نویسنده : الصافي، الشيخ لطف الله    جلد : 2  صفحه : 32

اَلذِّكْرِ قال: الكتب كلّها ذكر و أَنَّ اَلْأَرْضَ يَرِثُهََا عِبََادِيَ اَلصََّالِحُونَ قال


ق-و لم يدع الخلق سدى من غير حجّة؟هل تعرفونهم أو تجدونهم إلاّ من فروع الشجرة المباركة، و بقايا الصفوة الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، و برّأهم من الآفات، و افترض مودّتهم في الكتاب؟ (جواهر العقدين: القسم الثاني، الذكر الرابع، الصواعق المحرقة: ص 150 في الباب الحادي عشر الفصل الأوّل في الآيات الواردة فيهم في تفسير الآية الخامسة) .

و على هذا فلا يجوز الاعتماد و الاحتجاج فيما وقعت الامّة فيه من الاختلاف في تفسير الكتاب أو سائر ما يؤخذ من الدين إذا لم يكن هناك قاطع البرهان أو نصّ واضح من الكتاب أو السنّة، إلاّ على ما خرج من هذا البيت الشريف النبوي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و صدر من العترة الطاهرة عليهم السلام لا يجوز العدول عنهم إلى غيرهم كائنا من كان. إذن فالمتّبع في تفسير الآية هي الروايات الصادرة عنهم عليهم السلام.

هذا مضافا إلى أنّ تفسير الأرض بأرض الشام خلاف سياق الآية و ظاهرها، فإنّ المناسبة تقتضي أن يكون الصالحون وارثين للأرض في كلّ البقاع و البلاد، و لا وجه للاختصاص كما أنّ كون المراد منها الأرض التي تجتمع فيها الأرواح أيضا لا يناسب سياق الآية و ظاهرها، بل الظاهر أنّ ذلك إخبار و بشارة بأمر سيقع في المستقبل و في آخر الزمان، و ينتهي إليه مسير هذا العالم و هذه الكرة التي ملكها الفجّار و الكفّار و الجبابرة الظّلمة و الطواغيت في أكثر الأحيان و أغلب الأزمان، فبشّر اللّه تعالى عباده الصالحين بدورة صالحة لهذه الأرض يرثها عباده الصالحون.

قال الآلوسي (تفسير روح المعاني: في تفسير الآية 105 من سورة الأنبياء) : إنّ المراد بها أرض الدنيا يرثها المؤمنون و يستولون عليها، و قال: و إن قلنا بأنّ جميع ذلك يكون في حوزة المؤمنين أيّام المهدي-رضي اللّه تعالى عنه-و نزول عيسى عليه فلا حاجة إلى ما ذكر. فكأنّه ارتضى أنّ المراد بالآية الوعد بحصول جميع الأرض في حوزة الإسلام و المؤمنين أيّام المهدي عليه السلام و دولته العالميّة.

و في روح البيان في تفسير الآية 105 من سورة الأنبياء) : أَنَّ اَلْأَرْضَ يَرِثُهََا عِبََادِيَ اَلصََّالِحُونَ أي عامّة المؤمنين بعد إجلاء الكفّار، كما قال: وَعَدَ اَللََّهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي اَلْأَرْضِ كَمَا اِسْتَخْلَفَ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ و هذا وعد بإظهار الدين و اعزاز أهله، انتهى.

فلا ريب أنّ الآية بشارة لما سيحقّق لهذه الامّة من النصر و الاستيلاء على الأرض كلّها. -

نام کتاب : منتخب الاثر فی الامام الثاني عشر علیه‌السلام نویسنده : الصافي، الشيخ لطف الله    جلد : 2  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست