نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 569
كان شرّا من حيث فقدان الحياة التي هي كمال شخص مّا لا من حيث قدرة القادر عليه و لا من حيث كون الآلة مستعدّة للفعل و لا من حيث كون بدن الحيّ قابلا للانفعال.
و إذا قيل مثلا للنار: إنّها شرّ فليس من حيث وجودها و لا من حيث قوّتها على إحالة ما يجاورها إلى طبيعتها بل من حيث هو فقدان كمال لشخص إنساني.
و بالجملة، الشرّ أمر عدمي لا تحقّق له. و الوجود هو الخير و الأشياء بحسبها على خمسة أقسام، أمران منها موجودان:
أحدهما: ما هو خير محض لا شرّ فيه.
و الثاني: ما يغلب فيه الخير على الشرّ.
و الثلاثة الباقية-و هي: ما يتساوى فيه الخير و الشرّ أو يغلب الشرّ أو يكون شرّا محضا-غير موجودة.
و الشرور و إن كانت كثيرة فهي غير أكثرية و إنّما وجب وجود الثاني-و إن كان فيه شرّ-لغلبة الخير فيه؛ فإنّ ترك الخير الكثير لأجل شرّ قليل شرّ كثير فوجوده قد اشتمل على أعظم المصلحتين فهو موجود.
و قد يوردون هاهنا سؤالا و هو: أنّه جاز أن يوجد الخير مبرّأ عن الشرّ فألاّ وجد على هذه الحال؟
أجابوا: بأنّ هذه القسم هو الأوّل بعينه و قد برهن على وجوده، و يكون غير الذي وقع البحث فيه لكنّ الذي وقع البحث فيه يجب وجوده [1].
سؤال: البحث في هذه الأمور من الفلاسفة خطأ؛ فإنّهم قائلون بالموجب و معه يسقط السؤال عن لميّة أفعاله [2].
جواب: هؤلاء و إن قالوا بالموجب لكنّه عندهم خير محض فأرادوا البحث عن كيفية صدور الشرّ و هو خير [3].
سؤال: نوع الإنسان أشرف ما في العناصر، و الغالب عليهم الجهل و الانقياد إلى موجب شهواتهم و غضبهم فالشرّ أكثر من الخير [4].