نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 560
أن تدرك بالحدود و البراهين؛ فإنّ الحدود مؤلّفة من التصوّرات الكلّيّة، و البرهان يتألّف من الأمور الكلّيّة؛ لوجوب صدقها صدقا دائما، و لا دوام للجزئيات فاقتناصها إنّما يكون بإشارة حسّيّة.
و الجمهور قد أطلقوا العلم على الإدراك الكلّي و لم يطلقوه على الذي يقع بحسب الحواسّ؛ و لهذا لا توصف الحيوانات العجم بالعلم [1].
[119]سرّ
لا شكّ أنّ تعلّق العلم بالاستقبال مغاير لتعلّقه بالحال؛ و لهذا قد يقع الشكّ في أحدهما مع حصول العلم بالآخر.
و أيضا فإنّ الحصول الاستقباليّ ليس هو الحصول الحاليّ و لا مستلزما له، فالعلم المتعلّق به يجب أن يغاير العلم المتعلّق بالآخر على تقدير أن يكون العلم صورة و على تقدير أن يكون إضافة.
[120]سرّ
العلم بالعلّة يقع على ثلاثة أقسام:
أحدها: العلم بها من حيث هي ذات و ماهية و حقيقة لا من حيث عوارضها و لوازمها، و العلم بها على هذا الوجه لا يوجب العلم بالمعلول لا تامّا و لا ناقصا.
الثاني: العلم بها من حيث هي علّة لمعلول، و ها هنا يلزم من العلم بها العلم بالمعلول من جهة المعلولية؛ إذ العلم بالعلّة علم بإضافة أمر إلى أخر، و العلم بالإضافة يستدعي العلم بالمضافين، لكن لا يستلزم العلم التامّ بالمعلول.
الثالث: العلم بها من حيث هي هي و من حيث لوازمها و أعراضها و ملزوماتها و معروضاتها و ما لها في نفسها و ما لها بالقياس إلى الغير. و لا شكّ أنّ العلم بالعلّة على هذا الوجه يستلزم العلم التامّ بالمعلول.