نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 545
و على هذه الحجّة اعتراضات أخر كثيرة ظاهرة تركناها؛ لوضوحها.
و قد يحتجّون على هذا المطلوب بحجّة أخرى، و هي أنّ القوّة المحرّكة للسماء قوّة غير متناهية التحريك؛ لما مرّ [1]من أنّ حركة السماء هي المستحفظة للزمان، و القوّة الجسمانية متناهية التحريك؛ لما مرّ [2]، فهي قوّة غير جسمانية، فهي إمّا نفس أو عقل، و النفس إنّما تحرّك جسمها لتخرج من القوّة إلى الفعل في كمالاتها فهي مفتقرة في التحريك إلى شيء تكون كمالاته موجودة بالفعل ليخرج تلك الكمالات النفسانية من القوّة إلى الفعل، و ذلك الشيء هو العقل، و تحريك النفس تحريك فاعلي و تحريك العقل تحريك غائي [3].
و اعلم أنّ هذه الحجّة مختلّة جدّا:
أمّا أوّلا: فلكونها مبنيّة على أصول فاسدة: من كون الزمان غير متناه، و من كون الزمان من لواحق الحركة، و غير ذلك من الأصول التي تبيّن فسادها.
و أمّا ثانيا: فمن إيجابهم كون المحرّك غير جسم بناء منهم على أنّ القوّة الجسمانية متناهية.
و هو خطأ؛ فإنّ القوّة الجسمانية لا يتناهى أثرها باعتبار صدور أمور غير متناهية فيها -على ما اعترفوا به-فجاز أن تكون القوّة جسمانية يفيض عليها من واجب الوجود إرادات جزئية غير متناهية التحريك.
و أمّا ثالثا: فلأنّا نقول: العقل إمّا أن يكون مباشرا للتحريك، و هو ينافي قواعدهم من أنّ الثابت القارّ الذات لا يؤثّر في ذات غير قارّة، و أنّ التحريك إنّما يكون استجلابا لكمال مفقود. و العقل كمالاته حاصلة بالفعل.
و إن لم يكن مباشرا للتحريك بل كان غاية في التحريك، كان عودا إلى حجّتهم المتوسّطة، و قد بيّنّا [4]خللها.