نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 485
و من نقض [1]هذا بالشجاعة و التهوّر-الداخل أحدهما تحت الفضيلة، و الآخر تحت الرذيلة-لم يدر أنّ الشجاعة تضادّ المتهوّر بكونها فضيلة و هي عارضة لها، فالتضادّ إنّما هو بالعوارض.
فشرط التضادّ الدخول تحت جنس قريب، و الاختلاف بالفصول.
سؤال: الجنس بينهما متّفق فلا تضادّ من مثله، و إن كان تضادّ من مثله فهو من قبل الفصول، فالمتضادّان بالذات هما الفصلان و هما غير داخلين تحت جنس قريب.
و أيضا الفصلان لا ينسبان إلى موضوع بأنفسهما، و لا يتعاقبان على جنس واحد، و إن جعلا متعاقبين على موضوع واحد، فهما عرضان مستقلاّن لا فصلان لعرضين.
و قد يجيبون عن هذا: بأنّ النوع في الخارج شيء واحد ليس لجنسه جعل، و لفصله آخر [2]، بل إنّما يفصلهما [3]الذهن [4].
[66]سرّ
اتّفق المشّاؤون على أنّ ضدّ الواحد واحد، و هو الذي يقع في غاية البعد عنه، فإذا فرض شيء كالوسط و له طرفان، كلّ منهما في غاية البعد عنه. فالتضادّ الحقيقي بين الضدّين، و لا يضادّ أحدهما الوسط.
و إذا كان الشيء واحدا حقّا، و له ضدّان، فإمّا أن يكونا في غاية البعد عنه من جهة واحدة، فهما من نوع واحد، و ضدّ واحد و قد فرضا ضدّين. و إمّا أن يكونا من جهتين، فليس الشيء واحدا حقّا، بل هو كالجنس الذي يضادّ الأسود من حيث إنّه أبيض، و يضادّ البارد من حيث إنّه حارّ. و بالحقيقة التضادّ إنّما هو بين السواد و البياض-اللّذين هما اثنان-لا غير، و بين الحارّ و البارد، و المحلّ مضادّ للأمرين بالعرض [5].
[1] . «الشفاء» المنطق 1:195، المقولات، و قسم الإلهيّات:307؛ «المباحث المشرقيّة»1:195؛ «شرح المقاصد» 2:65.