نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 371
و قيل: الهاضمة هي: التي تحيل ما جذبته إلى قوام متهيّء لأن تجعله الغاذية جزءا بالفعل للمغتذي [1].
و الفرق بين الهاضمة و الغاذية أنّ الجاذبة إذا جذبت شيئا من الدم و أمسكته الماسكة، حصل له من الطبخ ما لأجله تستعدّ الصورة الدمويّة في الانتقاص، و العضوية في الازدياد إلى أن ينتهي الاستعداد ببطلان الصورة الأولى، و حدوث الصورة الأخيرة.
فهنا حالتان:
إحداهما: الاستعداد لزيادة إحدى الصورتين و نقصان الأخرى، و هذا فعل الهاضمة.
و الثانية: حدوث إحدى الصورتين و فساد الأخرى، و هو فعل الغاذية.
قالوا: و هذه الأربعة متغايرة؛ لأنّ القوّة الواحدة لا تكون مبدأ لأفعال مختلفة، و لأنّ العضو الواحد يكون ضعيفا في أحدها قويّا في الآخر.
و هاتان ضعيفتان؛ لجواز تعدّد الآثار لتعدّد الشرائط، و ضعف القوّة لاختلاف الشرائط.
و اعلم أنّ الغذاء يقال للذي يقوم بدل ما يتحلّل عن الشيء بالاستحالة إلى نوعه، و يقال للذي يمكن أن يصير غذاء كالحنطة، و يقال لما استحال إلى جوهر المغتذي بالفعل قبل الالتصاق، و يقال لما صار من المغتذي جزأ بالفعل و شبيها به.
و لمّا كان الحيوان مركّبا، استحال أن يكون غذاؤه بسيطا؛ لأنّه لا يشبه البسيط.
و فيه نظر؛ فإنّه لمّا جاز أن يكون لبعض القوى تأثير في استحالة الغذاء و لبسه صورة، جاز أن يفعل ذلك في البسيط كما أنّ النبات يجذب الماء، و يصيّره جزءا منه.
[1] . «المباحث المشرقيّة»2:263 و نسب هذا القول إلى الشيخ الرئيس؛ «إيضاح المقاصد» :372.
[2] . نقله الفخر الرازي في «المباحث المشرقيّة»2:264 عن كتاب «منافع الأعضاء» لجالينوس، و يقع في سبع عشرة مقالة.