نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 369
الخارجية و لا يلزم اجتماع صورتين متماثلتين في محلّ واحد.
و أمّا الرابعة: فإنّا نقول: إنّ العاقلة تضعف لضعف محلّها لا لضعف القوى مطلقا، و وقت الشيخوخة يضعف القوى الحسّيّة أمّا محلّ القوّة العاقلة فلا.
و أمّا الخامسة: فقد بيّنّا ضعف قولهم في أنّ القوّة الجسمانية لا تقوى على ما لا يتناهى.
ثمّ نقول: إنّ التعقّل ليس هو فعل و إنّما هو قبول؛ و عندهم أنّ القوّة الجسمانية قابلة لانفعالات غير متناهية.
و أيضا إنّما أحالوا كون الجسمانية غير متناهية إذا كانت مبدأ بالاستقلال.
و أمّا السادسة: فالكلام عليها قريب من هذا.
[61]سرّ
قالوا: النفس ليست بمزاج؛ فإنّ مقتضى النفس يمانع مقتضى المزاج كما تقع بينهما الممانعة في جهات الحركات، بل في أنفسها حالة الإعياء.
و لأنّ الإدراك المزاجيّ إنّما يكون بعد الانفعال، و الشيء لا ينفعل عن شبيهه، و يستحيل عند لقاء ضدّه، فلا يقع إدراك.
و لأنّ المزاج مركّب من العناصر المتضادّة المتداعية إلى الانفكاك، فلا بدّ لها من جامع يجمعها، و حافظ يستحفظ بقاءها على ما هو عليه من التركيب، و يكون متقدّما عليه، و ذلك هو النفس [1].
و اعترض على هذا: بأنّ النفس إنّما تقتضي بحسب الاستعداد الحاصل من المزاج، فهي متأخّرة عنه، فكيف تكون هي الجامعة للأسطقسّات [2]؟
أجاب عن هذا بعض المحقّقين: بأنّ نفس الأبوين تجمع بقوّتها الجاذبة أجزاء غذائية و تجعلها أخلاطا، و تميّز منه بقوّتها المولّدة مادّة المنيّ، و تجعلها مستعدّة لقبول قوّة من شأنها إعداد المادّة لصيرورتها إنسانا فتصير بتلك القوّة منيّا.
و تلك القوّة تحفظ المزاج الذي للمنيّ كما في الصورة المعدنية، و يتزايد المنيّ كمالا
[1] . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:298 و ما بعدها.