«أَ فَرَأَيْتُمُ النّٰارَ الَّتِي تُورُونَ» أي تستخرجونها بزنادكم من الشجر «أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهٰا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ* نَحْنُ جَعَلْنٰاهٰا تَذْكِرَةً» أي تذكرة للنار الكبرى فإذا رآها الرائي ذكر جهنّم و استعاذ باللّه منها، «وَ مَتٰاعاً لِلْمُقْوِينَ» [2]أي بلغة و منفعة للمسافرين الذين ينزلون القواء و هي القفر.
تفسير القمّيّ:
«الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نٰاراً فَإِذٰا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ» [3]و هو المرخ و العفار يكون في ناحية بلاد العرب فإذا أرادوا أن يستوقدوا أخذوا من ذلك الشجر ثمّ أخذوا عودا فحرّكوه فيه فيستوقدوا منه النار [4].
قيل في قوله تعالى:
«يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ» [5]وجوها أحدها:
انّه تعالى أحدث فيها بردا بدلا من شدّة الحرارة فيها،و ثانيها:انّه سبحانه حال بينها و بين إبراهيم فلم تصل إليه،الى غير ذلك، و قيل كانت النار بحالها لكنّه تعالى دفع عنه إذاها كما في السمندر و يشعر به قوله: «عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ» .