أقول: أبو النجم هو الفضل بن قدامة العجليّ من رجّاز الإسلام و هو الذي يقول:
أنا أبو النّجم و شعري شعري للّه درّي ما أجنّ صدري كان من شعراء زمان الأمويّة و مات في أواخر أيّام دولتهم،حكي انّه طلبه هشام ابن عبد الملك ليلة ليحدّثه فحدّثه عن بناته فكان ممّا حدّثه عن بنته المسمّاة بظلاّمة هذا الشعر:
كأنّ ظلاّمة أخت شيبان يتيمة و والداها حيّان
الرأس قمل كلّه و صيبان و ليس في الساقين الاّ خيطان
تلك التي تفزع منها الشيطان فضحك هشام حتّى ضحكت النساء و كنّ من وراء ستر رقيق فأمر هشام له بثلاثمائة دينار و قال:اجعلها في رجل ظلاّمة مكان الخيطين.
أبو معشر المنجّم
هو جعفر بن محمّد بن عمر البلخيّ صاحب التصانيف في الزيج و علم النجوم، قال ابن النديم انّه كان أوّلا من أصحاب الحديث و كان يضاغن الكندي و يغري به العامّة و يشنّع عليه بعلوم الفلاسفة فدسّ عليه الكندي من حسّن له النظر في علوم الحساب و الهندسة فدخل في ذلك فلم يكمل له فعدل الى علم أحكام النجوم و انقطع شرّه عن الكندي،و يقال انّه تعلّم النجوم بعد سبع و أربعين سنة من عمره، و كان فاضلا حسن الإصابة و ضربه المستعين أسواطا لأنّه أصاب في شيء خبّره