نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 6 صفحه : 610
يكن نزول المسافر متعارفا فيهما حيث كان الهواء في غاية الحرارة حتّى كان الرجل يستظلّ بدابّته و يضع الرداء تحت قدميه من شدّة الرمضاء و المكان مملوء من الأشواك ثمّ صعوده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على الأقتاب أو الأحجار و الدعاء لأمير المؤمنين عليّ عليه السّلام على وجه يناسب شأن الملوك و الخلفاء و ولاة العهد ثمّ أمره الناس يبايعون عليّا لم يكن الاّ لنزول الوحي الإيجابي الفوري في ذلك الوقت لاستدراك أمر عظيم الشأن جليل القدر و هو استخلافه و الأمر بوجوب طاعته.
أقول: انّي قد بسطت الكلام في ذلك في كتابي المسمّى بفيض القدير فيما يتعلق بحديث الغدير،و اللّه الموفّق [1].
سؤال ابن أبي الحديد أبا جعفر النقيب و جوابه
و ممّا يناسب نقله في هذا المقام ما نقله ابن أبي الحديد عن أبي جعفر النقيب في شرح قول أمير المؤمنين عليه السّلام في
8490 النهج لبعض أصحابه و قد: سأله«كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحقّ به؟»فقال عليه السّلام:يا أخا بني أسد انّك لقلق الوضين ترسل في غير سدد و لك بعد ذمامة الصّهر و حقّ المسألة و قد استعلمت فاعلم،امّا الاستبداد علينا بهذا المقام و نحن الأعلون نسبا و الأشدّون بالرسول نوطا فانّها كانت اثرة شحّت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين،و الحكم للّه...الخ.
قال ابن أبي الحديد: و سألت أبا جعفر يحيى بن محمّد العلوي نقيب البصرة وقت قراءتي عليه عن هذا الكلام و كان رحمه اللّه على ما يذهب إليه من مذاهب العلويّة منصفا وافر العقل فقلت له:من يعني عليه السّلام بقوله:«كانت اثرة شحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين؟»،و من القوم الذين عناهم-أي الأسدي-بقوله:
«كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحقّ به؟»هل المراد يوم السقيفة أو يوم