774 الإمام البيهقيّ في كتاب«المحاسن و المساوى»،و الجاحظ في كتاب «المحاسن و الأضداد»عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: لمّا أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يعرض نفسه على القبائل،خرج و أنا معه و معه أبو بكر،و كان أبو بكر عالما بأنساب العرب،فدفعنا الى مجلس من مجالس العرب عليهم الوقار و السكينة،فتقدم أبو بكر و سلّم عليهم فردّوا عليه السلام فقال:ممّن القوم؟فقالوا:من ربيعة،فقال:
أ من هامتها أم من لهازمها؟قالوا:من هامتها العظمى،الى أن قالا [5]:فقام إليه غلام أعرابي حين بقل وجهه فأخذ بزمام ناقته،و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على ناقته يسمع، فقال:يا هذا انّك سألتنا أيّ مسألة شئت فلم نكتمك شيئا،فأخبرنا ممّن أنت؟فقال أبو بكر:من قريش،قال:بخ بخ أهل الشرف و الرياسة،فأخبرني من أيّ قريش أنت؟قال:من بني تيم بن مرّة.قال:أ فمنكم قصيّ بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر فكان يقال له مجمّع؟قال أبو بكر:لا،قال:أ فمنكم هاشم الذي قال فيه الشاعر:
عمرو العلى هشم الثّريد لقومه و رجال مكّة مسنتون عجاف قال أبو بكر:لا،قال:أ فمنكم شيبة الحمد الذي كان وجهه كالقمر يضيء ليلة الظلمة الداجية مطعم طير السماء؟قال:لا،قال:أ فمن المفيضين بالناس أنت؟