أقول: أميّة بن أبي الصّلت،أمّه رقية بنت عبد شمس،كان من أهل الطائف، و كان من أكبر شعراء الجاهليّة،و كان ينظر في الكتب و يقرؤها،و حرّم الخمر و شكّ في الأوثان و التمس الدّين،و كان يطمع في النبوّة فلما بعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حسده و قال:كنت أرجو أن أكونه.و أغلب شعره متعلّق بالآخرة.
436 روي: أنّه استنشد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخته شعره من بعد موته،فأنشدته:
لك الحمد و النّعماء و الفضل ربّنا و لا شيء أعلى منك جدّا و أمجدا و هي قصيدة طويلة حتّى أتت على آخرها.ثمّ أنشدته قصيدته التي فيها:
وقف الناس للحساب جميعا فشقيّ معذّب و سعيد الى غير ذلك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: آمن شعره و كفر قلبه.و أنزل اللّه فيه:
«وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ...» الآية. ذكر صاحب المنتقى وفاته في السنة الثانية كما في [4]، و قيل:مات سنة(9)في قصر من قصور الطائف،و ممّا قال في مرض موته:
كلّ عيش و إن تطاول دهرا منتهى أمره الى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في رؤوس الجبال أرعى الوعولا