(وَلا يَسْتَحِينَّ أحدٌ إذا لَم يَعلَم
الشَّيء أنْ يَتَعَلَّمَهُ
(3).
وقد ورد في
حديث، أنّ الحياء قسمان؛ أحدهما معقول والآخر قبيح (4)، فالأوّل يستعمل عندما
يواجه الإنسان المعاصي والذنوب، فليجأ إلى هذا السلاح حياءً من الله عزّ وجلّ
ومنعاً عن ارتكاب المعاصي، وهذا النوع من الحياء باعتباره نوعاً من اجتناب المعاصي
والذنوب ممدوح ومقبول، أمّا الحياء القبيح، فيتمثّل بالحياء في طرح الأسئلة لكشف
المجهولات ورفع الغوامض، إذ يجب أن يكون الإنسان شجاعاً وجريئاً في طرح الأسئلة،
متخلياً عن الحياء والخجل في ذلك، ولا يكتفي بطرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة
لنفسه، بل ينبغي عليه أن يشجع الآخرين في هذا المجال.
وفي هذا
السياق ننقل قصّة عظيمة المغزى، وبليغة العبرة، إذ يروى أنّه حين عزم أمير
المؤمنين علي عليه السلامللخروج إلى القتال تقدّم إليه شخص، وسأله سؤالًا معقّداً
في التوحيد، وقال له: (ما معنى أن يقال إنّه تعالى واحد؟ هل واحد ليس باثنين، أو
أنّ لوحدانيته تفسيراً آخر؟
فاعترض بعض
أصحابه عليه السلامعلى هذا الشخص بحجّة أنّ الظرف ليس مناسباً لطرح مثل هذه
الأسئلة أو الإجابة عليها، فالوضع وضع قتالي وحربي.