responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 34

3. دور الإنفاق في منع التهلكة:

يقول تعالى في الآية (195) من سورة البقرة ما يلي: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‌ يتخيل البعض أن هذين الأمرين الإلهيين بالإنفاق وعدم إلقاء النفس بالتهلكة منفصلان بعضهما عن بعض ولا علاقة بينهما، ولكن كبار المفسرين ذكروا بأنّ هذين الأمرين مرتبطان لأنّ التهلكة ثمرة ترك الإنفاق.

ولتوضيح ذلك نقول: عندما تترك سنّة الإنفاق ومساعدة المحتاجين في المجتمع أو تقليلها، عندئذ تزداد الهوة بين طبقات المجتمع بحيث يصبح الأغنياء أكثر غنىً والفقراء أكثر فقراً، وهذه الفوارق الطبقية تؤدي إلى خلق الاضطرابات الاجتماعية في المجتمع، مما يؤدي إلى ذهاب بعض هؤلاء الأغنياء ضحية لها، ولهذا فإنّ ترك الإنفاق من قبل الأغنياء يمكن أن يؤدي إلى هلاكهم، ولكي يتخلص هؤلاء من هذا الهلاك ينبغي عليهم أن ينفقوا.

إن كان الشيوعيون استطاعوا أن يسيطروا على جزء من العالم، فإنّ سبب ذلك يعود إلى استغلالهم لتلك الفوارق الطبقية بين أبناء المجتمع، حيث استطاعوا باللجوء إلى القلاقل والفتن والاضطرابات والمواجهات التي كانت تقع بين العمال والفلاحين والأفراد الضعفاء والفقراء في المجتمع من جهة والأغنياء والمتموّلين من جهة أخرى‌

وعبر طرحهم للشعارات الخادعة الخاوية أن يستغلوا ذلك كلّه ليحكموا جزءاً من العالم.

ولا يقبل الإسلام أبداً هذا الأسلوب الخاطئ، حيث أوصى في تعاليمه بطرق معقولة ومنطقية منها: الإنفاقات الواجبة والمستحبة، ولكن كل أمر خاطئ يؤدي إلى نتيجة خاطئة.

يقول علي عليه السلامفي إحدى كلماته الرائعة حول هذه المسألة:

حَصِّنُوا أموالَكُم بالزَّكاةِ

(1)، أي إنّكم لن تحفظوا أموالكم إلّا بدفع الزكاة والصدقات والحقوق الشرعية الأخرى.

وهنا يجب أن نطرح هذه الأسئلة:

- لماذا تؤمّن أفغانستان 80% من المواد المخدِّرة في العالم؟

- ولِمَ إزداد إنتاج أفغانستان من هذه المواد المخدِّرة مع تواجد الأمريكيين غير الشرعيين في هذه البلاد؟

لا شك أنّ أحد العوامل المهمّة لهذا الانحراف الاقتصادي الكبير الذي أدى إلى مفاسد عظيمة يتمثل بما يعانيه الشعب الأفغاني من فقر وفاقة، ذلك البلد الذي كان عرضة طوال سنوات لحملات القوى العظمى الشرقية والغربية، حيث تحوّل إلى خراب ودمار نتيجة ظلم ظالمي العالم والمواجهات والتوترات الداخلية، ما أدّى إلى تعاسة شعبه، واضطرّه إلى أن يتوجّه إلى إنتاج المواد المخدّرة التي لوّثت قارات أمريكا وآسيا وأوربا وحوّلت شبابهم إلى أفراد عاجزين بلا إرادة.

ومن ذلك كلّه نستنتج: إنّ ترك الإنفاق يمكن أن يتحول سبباً إلى هلاك الإنسان.

1. وسائل الشيعة، ج 6، ص 7، ح 16.

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست