responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 33

وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ‌ أي إنّ الله عزّ وجلّ بمنح الإنسان نعمة العقل الذي لا مثيل له ولا بديل له أعطى الإنسان القدرة على تمييز طريقي الشر والخير بعضهما عن بعض، وبعد أن أشار الله عزّ وجلّ إلى هذه النعم الإلهيّة الأربعة كمقدمة يقول تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ أي: الإنسان مع وجود هذه النعم الإلهيّة، هل من المعقول ألا يتجاوز تلك العقبة مع هذه الوسائل الهامة التي بين يديه، ويضيف تعالى: وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَة، والمقصود من تلك العقبة الصعبة هو الإنفاق في سبيل الله والذي له مصاديق متعددة منها تحرير العبيد؟

سؤال: لماذا أيّد الإسلام نظام العبودية؟

جواب: لم يكن الإسلام أول من أسس نظام العبودية، بل كان ذلك النظام حاكماً على العالم في ذلك الوقت قبل مجي‌ء الإسلام، ووضع الإسلام برامج للتحرير التدريجي للعبيد (1).

بحيث إنّ الإمام علي عليه السلامالخليفة الشرعي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله حرّر ألف عبد من كدّ يمينه وعرق جبينه (2).

ويكمل القرآن الكريم قائلًا: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْم ذِي مَسْغَبَة* يَتِيماً ذا مَقْرَبَة* أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَة (3) فعلى الأقارب ألا ينسوا أيتامهم، فعندما يذرف اليتيم دمعة فإن عرش الله يهتز نتيجة ذلك (4)، كما لا ينبغي نسيان أولئك الفقراء والمساكين الذين اضطرتهم شدّة الفقر والفاقة إلى أن يفترشوا الأرض ليناموا عليها، ويضيف تعالى: ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (5)، ومعنى هذه الآية أنّ مساعدة المحتاجين تقوّي إيمان الإنسان، بتعبير آخر فإنّ الإنفاق على المحتاجين ومساعدة الفقراء مقدّمة الإيمان والتوصية بالصبر ونزول الرحمة الإلهيّة.

إنّ كثيراً من الشباب يتساءلون حول كيفية السير والسلوك والبرامج العرفانية، وأحياناً يقعون في هذا السبيل بيد بعض المخادعين من المتظاهرين بالعرفان، ممّا يؤدي إلى بعدهم عن حقيقة الدين، في حين أنّ القرآن الكريم وضّح البرامج العرفانية بشكل جيد (6)، وإحدى أفضل البرامج في السير والسلوك هو الإنفاق في‌

سبيل لله، أي إنّ العبادة والذكر وتلاوة القرآن والتوسل وأمثال ذلك جميعاً من الأمور اللازمة والمطلوبة والحسنة، ولكن السالك بدون مساعدة المحتاجين لا يمكنه أن يصل إلى تلك المراتب العليا، فالإنفاق يرفع من جهة المشاكل المالية للمحتاجين، ويؤدي إلى كسب الإنسان أدعية الخير له من هؤلاء بفضل الإنفاق، ومن ناحية أخرى، فإنّه يقلّل من ارتباطه بمال الدنيا ويسلب ذلك الأمر من قلبه، بالإضافة إلى أنّه يؤدي إلى تنمية الرحمة والعطف في الإنسان وتقليل قساوة قلبه.

1. لمزيد من الاطلاع، انظر: التفسير الأمثل في تفسير سورة محمّد صلى الله عليه وآله.

2. وقد ورد هذا الموضوع في روايات عديدة حيث نلاحظ في الجزء 41 من بحار الأنوار تكرار ذلك عشر مرات في الصفحات التالية: 32، 37، 43، 58، 102، 110، 130 (وموردين) في 133، 138، واللافت في الحديث الأخير من بحار الأنوار أنّه قد حرّر هذا المقدار من العبيد في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله.

3. سورة البلد، الآيات 14 و 15 و 16.

4. انظر: الأخلاق في القرآن، ج 1 للمؤلف.

5. سورة البلد، الآية 17.

6. انظر: الأخلاق في القرآن، ج 1 للمؤلف.

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست