responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 228

وأمّا أدلّة القول بالانفتاح في مسائل العقيدة وأصول الدين فواضحة جدّاً، وأمّا في مسائل فروع الدين التي هي مورد البحث، فنشير إلى هذه الأدلّة فيما يلي:

1. الآيات القرآنية

أ) عموميّة الخطابات القرآنية

إنّ الخطابات الواردة في القرآن الكريم وكذلك الواردة في السنّة النبوية وأئمّة أ هل البيت عليهم السلام هي خطابات عامّة تشمل كلّ زمان وكلّ مكان وجميع أفراد البشر، وحتّى بالنسبة لخطابات المشافهة، فلها جهة شمولية أيضاً، فالعبارات القرآنية من قبيل‌

«يا أيّها الّذين آمنوا»

، «يا أيّها النّاس‌»

و

«يا بني آدم‌»

، كلّها تدعو جميع الأفراد بالتدبرّ والدقّة في الآيات والروايات، وخاصّة عندما تتضمّن حكماً من الأحكام الفرعية.

وإذا قبلنا بهذه الحقيقة وهي أنّ جميع الأفراد مخاطبون بهذه الخطابات الدينية، فلابدّ من قبول مقولة فتح باب الاجتهاد للجميع في هذه الآيات والروايات (مع توفير مقدّمات الاجتهاد) بينما يرى القائلون بانسداد باب الاجتهاد، أنّ المخاطبين بهذه الآيات والروايات يمثّلون فئة خاصّة، في حين أنّه لا يوجد أيّ دليل على هذه الكلام.

ب) وجوب الرجوع إلى علماء الأُمّة

وقد ورد في الآيات الكريمة هذا المعنى بوضوح من قبيل قوله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» [1] وكذلك في آية

«النفر»

: «وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ‌ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ» [2].

وبديهيّ، أنّ‌ «أهل الذّكر»، يشمل جميع علماء الأمّة ولا يختصّ هذا الاصطلاح بفئة خاصّة منهم، وبالرغم من أنّ مورد نزول الآية ناظر إلى علماء أهل الكتاب وما يذكر في كتب القدماء من علامات نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله، ولكنّنا نعلم أنّ مورد نزول الآيات لا ينفي شمولية القوانين المستفادة منها. ولهذا السبب فإنّ علماء الأصول وفقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام استدلّوا بهذ الآية على حجّية خبر الواحد من جهة، وجواز التقليد من جهة أخرى، وكذلك فإنّ المراد من «التفقّه‌» في الدين المذكور في‌ آية النفر، هو ضرورة تعلُّم جميع المعارف والأحكام الإسلامية من أصول الدين وفروعه، فالتفقّه هنا لا يعني تعلّم المسائل البسيطة فحسب، بل يشمل الاطّلاع ودراسة جميع العلوم الإسلامية حسب عملية الاستنباط والاجتهاد أيضاً.

وعلى هذا الأساس تعدّ دليلًا جليّاً على أنّه: يجب وجوباً كفائياً (أوأحياناً عينياً) على جماعة من‌المسلمين في كلّ عصر، العمل على استنباط الأحكام الإسلامية والاجتهاد في نصوص الكتاب والسنّة، وبعد تعلّم هذا العلم يتحرّكون لنقل معلوماتهم ومعارفهم إلى الآخرين.

2. سيرة الأئمّة عليهم السلام والعلماء

إنّ تاريخ فقه أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ناطق بوجود المجتهدين وأصحاب الفتوى في كلّ عصر وزمان منذ القرن الأول إلى زماننا هذا، حيث يستنبطون الأحكام الإسلامية من الكتاب والسنّة والإجماع‌


[1]. سورة النحل، الآية 43.

[2]. سورة التوبة، الآية 122.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست