responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 221

وسفيان الثوريّ‌ [1] ووكيع بن الجرّاح‌ [2] وعبداللَّه بن‌

المبارك» [3].

د) إنّ الانسداد بدأ بعد الشافعيّ:

«وقالت طائفة ليس لأحدٍ أن يختار بعد الشافعيّ» [4].

ومع الأخذ بنظر الاعتبار تاريخ حياة هؤلاء العلماء فإنّ تاريخ انسداد باب الإجتهاد يمكن تعيينه في دائرة الزمان، ولكن الكلام عن كيفية تقرير هذا الموضوع هو أنّ البعض يقرّر زمان الإنسداد حول محور الزمان، والبعض الآخر حول محور الأشخاص.

2. عوامل الإنسداد وأسبابه‌

وقد ذكروا عوامل وعلل مختلفة للاعتقاد بانسداد باب الاجتهاد، وتدور هذه العوامل حول محورين:

عوامل سياسيّة واجتماعيّة، وعوامل شرعيّة:

أ) العوامل السياسيّة والاجتماعيّة

الاوّل: ضعف القدرة السياسيّة للخلفاء العبّاسيين.

يقول مؤلّف كتاب «إرشاد النقاد» في الإشارة إلى هذا العامل:

«إنّ ضعف السلطة السياسيّة للخلفاء العبّاسيين كان من الأمور التي أثرت تأثيراً سيّئاً في حياة الفقه والفقهاء، فالفقهاء في بحوثهم الفقهيّة لم يجدوا الشجاعة الكافية لتدوين المذاهب وترتيب وتبويب المسائل الفقهيّة، بل اكتفوا بالاعتماد على ما ذكره الفقهاء السابقون ورأوا أنفسهم في غنى عن البحث والاستنباط» [5].

الثاني: ضعف الاعتماد على النفس. فإنّ عدم الجرأة على الاجتهاد وقلّة الاعتماد على النفس كانت من عوامل تكريس الاعتقاد بانسداد باب الاجتهاد [6].

الثالث: الحسد والأنانية. فإنّ شيوع الأمراض الأخلاقية بين بعض‌العلماء، من الحسد والأنانية وأمثالها، تعتبر عاملًا مهمّاً من عوامل الاعتقاد بالانسداد [7].

الرابع: فرض الأفكار على الفقهاء. فإنّ تكليف القضاة وفرض الفتاوى على الفقهاء لبيانها وإصدارها للناس وفقاً لمذهب خاصّ كانت من الأمور المساعدة على إيصاد باب الاجتهاد وإماتة الدافع للاجتهاد والتحقيق في المسائل الشرعية لدى الفقهاء [8].

الخامس: عدم اعتماد الناس على اجتهاد علماء عصرهم. فإنّ جمهور الناس لم يكونوا يعتمدون على آراء واجتهادات علمائهم وفقهائهم الأحياء وإنّما


[1]. قيل فيه: إنّ يحيى بن معين لم يكن يرى شخصاً في زمانه متقدّماً في‌الفقه والحديث والزهد وكلّ فضيلة أخرى على سفيان الثوري، ونقل عن أبي داود أنّه قال: ما اختلف سفيان وشعبة في مسألة إلّاوغلب سفيان فيها. وقال عنه ابن حبّان: إنّه كان في الفقه والورع والصلاح من الكبار. (تهذيب التّهذيب، ج 4، ص 101 و 102).

[2]. قالوا في وكيع: إنّه كان رجلًا معتمداً وحافظاً، عابداً ويعدّ أحد التسعة الكبار. (تحرير تقريب التّهذيب، ج 4، ص 60).

[3]. كان عبداللَّه بن المبارك بن واضح المروزي مجاهداً، تاجراً، وكان شيخ الإسلام وعالم زمانه وقد ألّف عدّة كتب في الحديث والفقه وتاريخ العرب، وكان من أول من ألّف كتباً في باب الجهاد. (الاعلام للزركلي، ج 4، ص 115؛ سيراعلام النبلاء، ج 7، ص 602).

[4]. أبو عبداللَّه محمّد بن ادريس بن عباس المطلّبي، يتّصل نسبه ببني هاشم‌وبني اميّة في جدّهم الأعلى عبد مناف، لأنّه كان من أحفاد عبد المطلب بن عبد مناف، والشافعي هو أحد الأئمّة الأربعة للمذاهب الأربعة المعروفة، ولد في عام 150 ه. ق وتوفى 204 ه. ق. (الكنى و الألقاب، ج 2، ص 347).

[5]. إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد، ص 25- 29.

[6]. المصدر السابق.

[7]. خلاصة التشريع الإسلامي، ص 342 (نقلًا عن: الأصول العامة للفقه المقارن، ص 600).

[8]. ارشاد النقاد، ص 25- 29.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست