و قبل الورود
في هذا البحث لا بد من رسم امور (و نستمد من اللّه تبارك و تعالى التوفيق و
الهداية في كل حال):
1- في
فلسفة تشريع الحدود و التعزيرات
لا شك ان
الأحكام الإلهية تستهدف قيام الناس بالقسط و الشّهادة للّه، و إعطاء كلّ ذي حق حقه،
و هداية المجتمع إلى سبل الأمن و السلام، لأجل أن يمكّن الإنسان في كسب الفضائل، و
نفى الرذائل، و السير الى اللّه، و الوصول الى مقام القرب الذى هو المقصد الاعلى:
«يا أيّها الانسان انّك كادح الى ربّك كدحا فملاقيه». [1]
و القوانين
العقلائيه أيضا كذلك من بعض الجهات، اى كونها في طريق إقامة الأمن و السلامة، و إن
كانت تخطى عن الوصول إلى مقاصدها لعلل شتى لا تخفى.
و حيث ان
الحكم الإلهى بطبيعة حاله، لا يؤثر في جميع النفوس إلّا من شملته العناية
الربانية، و حسنت سريرته الإنسانية، لا بد من ضم التبشير و الإنذار