في حاجة قد
عجزت عنها أنت أو ملوك الدنيا بالكلّية، فكيف يجوز أن يكون اهتمامك برضا الجلالة
الإلهيّة دون اهتمامك برضا من قد عجز عنها. ثمّ لا تكن في صوم الحاجة وصلاتها
كالمجرّب، فإنّ الإنسان لا يجرّب إلّامن يسوء ظنّه به، وقد عرفت أنّ اللَّه قال:
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ[1] ولكن كن على ثقة كاملة من رحمة اللَّه وإنجاز وعوده أبلغ ممّا تكون
لو قصدت حاتم الجواد في طلب قيراطٍ منه.
ولتكن نيّتك
في صوم حاجتك وصلاتك لنازلتك، وتصلّي صلاة الحاجة للأهمّ فالأهمّ من حاجاتك
الدينية، وأهمّها حاجات من أنت في حفاوة هدايته وحمايته من الصفوة النبوية، ثمّ
لحوائجك الدينية وحاجتك التي عرضت لك الآن ...» [2].
6. عوامل
عدم استجابة الدعاء
يشكو البعض
من تأخير أو عدم استجابة الدعاء، ولا يلتفت إلى أنّ لإجابة الدعاء شرائطها كسائر
جميع الأعمال:
يجب أن نعلم بأنّ
دعاء اللَّه مقرون برحمته من جانبين؛ الجانب الأوّل التوفيق للدعاء، والجانب الآخر
أنّ استجابة الدعاء من اللَّه. فمجرّد دعاء الإنسان للَّهيعزى إلى توفيقه (سواء
استجيب دعاؤه أم لم يستجب)؛ فليس لكلّ أحد توفيق التشرف بمناجاة الحقّ، وهذا بحدّ
ذاته قيمة عظيمة لكلّ داعٍ، مع ذلك فقد ذكرت الروايات بعض عوامل عدم استجابة
الدعاء، وأهمّها:
أ)
الاكتفاء بالدعاء والكفّ عن السعي
لابدّ من أن
نعلم بأنّ الدعاء لا يعني الكفّ عن السعي؛ لأنّ هذا الدعاء لا يستجاب؛ فلم يرد أي
دعاء لتلافي الكسل والخمول. قال الإمام الصادق عليه السلام بشأن بعض من لا يستجاب
دعاؤه: