حتى أنّه قال: (لقد انتصرت بالرعب) وكان للحرب النفسية دور أساسي في تحقيق النصر على قريش في فتح مكة من دون استخدام السلاح وبدون سفك الدماء، وهذا أقوى شاهد على حنكة النبي في استخدامه للأساليب المتنوعة في قتال الأعداء» [1].

وخلاصة الكلام، إنّ الأساليب والمناهج الدقيقة والمحسوبة التي كان يستخدمها النبي الأكرم صلى الله عليه و آله في حياته السياسية والاجتماعية مع ما يمتلك من شهامة وشجاعة وحسم للأمور، كلها تحكي عن «الإدارة الفائقة والقيادة الحازمة» لنبي الإسلام صلى الله عليه و آله.

وسيأتي إن شاء اللَّه في البحوث اللاحقة بيان نقاط كثيرة من هذا القبيل، ولكننا حالياً نكتفي فقط ببيان هذه الحقيقة، وهي أنّ المسلمين يملكون أحد أغنى المنابع والمصادر لدراسة المسائل التي تتصل ب «الإدارة» و «القيادة» من خلال البحث والتنقيب في مطاوي تاريخ حياة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله وسيرة أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام في جميع أبعادها وتفاصيلها ممّا يستلهم منه جميع المدراء والقادة في المجتمع الإسلامي.

ولا بأس بالإشارة إلى هذه النقطة، وهي أنّ المدراء والقادة في النظام الإسلامي يعتبرون من جهة نوّاب ووكلاء الامّة الإسلامية، ومن جهة أخرى اليد اليمنى لولاية الفقيه، وطبعاً يجب أن يتحلى‌ كل واحد منهم بتلك الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها القائد الإسلامي الكبير، أي: «أن يكون متسماً بالتقوى وعالماً بأمور زمانه، وشجاعاً ومدبراً» وهذه الصفات لا يمكن التحلي بها إلّامن خلال الاستلهام من سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله والأولياء العظام.

[1]. پيامبر و آيين (بالفارسسية)، ص 515 و 516.