لا شك أنّ
أهداف الإدارة في الإسلام لا يمكن أن تنفصل عن أهداف الحكومة الإسلامية في عملها
على مستوى الإدارة، فهي جزء لا يتجزأ من النظام الإسلامي العام.
وعلى ضوء ذلك
ينبغي دراسة أهداف الحكومة في الإسلام بمقياس واسع وكلي، ليتبيّن الهدف من الإدارة
في التفاصيل والمكوّنات الاجتماعية التي تتشكل منها هذه الحكومة.
بل أكثر من
ذلك، لابدّ من دراسة أهداف الإدارة الإسلامية بشكل دقيق ضمن الهدف من «خلق
الإنسان» ومن خلال الرؤية الكونية التي يمنحها الإسلام للبشر، فبدون ذلك سوف تفقد
مسألة الإدارة والقيادة في الإسلام شكلها وهيكلها الإسلامي وستتلّون بصبغة
الإدارات «الغربية» و «الشرقية».
ومن أجل أن
نحصل على فهم أعمق لهذه المسائل الكلية لابدّ من إجراء دراسات وبحوث كثيرة، ولكننا
مضطرون هنا لاستعراض هذا البحث بشكل مضغوط.
الحكومة
الإسلامية وسيلة لتحقيق أربعة أهداف كبيرة:
لا شك أنّ
الإسلام لا ينظر إلى الحكومة على أساس أنّها هدف، بل وسيلة «لتحقيق الأهداف
السامية» لحياة البشرية المتكاملة.
ولكن ما هي
هذه الأهداف السامية، وكيف يمكن تحقيقها؟
في تحقيق
كلّي يمكن التركيز على «أربعة أهداف أساسية» أكثر من غيرها، وهذه الأهداف لا تنحصر
بالحكومة الإسلامية، بل إنّ جميع أنواع الإدارات التي تنشأ وتتولد من هذه الحكومة
يجب أن تأخذ بنظر الاعتبار هذه الأهداف الأربعة وتتحرك في هذا الخط:
1- الاهتمام بتوعية
الناس وفتح آفاق المعرفة أمامهم.
2- التربية
المعنوية وإحياء القيم الأخلاقية.
3- إقامة
القسط والعدل بحيث يكون منبثقاً من عمق المجتمع وبشكل تلقائي وطبيعي لا أنّه مفروض
عليه من الخارج.