هل سمعتم شخصاً في العالم يقوم على رأس حكومة قوية وبلاد واسعة وتملك رصيداً
مالياً قوياً في بيت المال، يتعامل مع أخيه، الذي يسأله شيئاً قليلًا جدّاً، بمثل
هذا التعامل الحاسم والحازم من أجل الالتزام بالمقررات وحفظ الضوابط؟
وقد أورد المؤرخون أنّ امرأة تدعى «فاطمة» من قبيلة معروفة في الحجاز قبيلة
«بني مخزوم» كانت تعيش في عصر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وقد سرقت وتحرك
زعماء قبيلتها لمنع إجراء الحد عليها وبذلوا جهودهم في ذلك، إلّاأن نبي الإسلام صلى
الله عليه و آله لم يهتم بكل هذه التوسلات والمطالبات وأمر بإجراء الحد عليها ثم
قال:
وكذلك قصّة العقد المعروفة عندما استعارت إحدى بنات الإمام علي عليه السلام
عقداً من خازن بيت المال، وعلم الإمام علي عليه السلام بذلك فوبّخ خازن بيت المال
بشدّة وحذّر ابنته من تكرار هذا العمل مرّة أخرى.
وينقل في كتاب الحدود والديات عن «ام سلمة» زوجة نبي الإسلام صلى الله عليه و
آله أنّها كانت تملك جارية وقد سرقت، فعندما ألقي القبض عليها وجيء بها إلى النبي
صلى الله عليه و آله أرادت ام سلمة أن تشفع لها عند النبي، فقال النبي صلى الله
عليه و آله:
«يا امُّ سَلَمة! هَذا حَدٌّ مِنْ حُدُودِ
اللَّهِ لايُضَيَّع»[3]. ثمّ أمر بإجراء الحدّ عليها، ولكن كما أشرنا آنفاً أنّ إجراء هذا الأصل يعدّ
من أصعب المشاكل التي يواجهها المدراء والقادة ولا يمكن إجراءه بآليات العنف
والقساوة أبداً وربّما أفرز ردود فعل سلبية كثيرة.