وعلى هذا الأساس فإنّ الأصل في تقسيم المناصب في الحكومة الإسلامية واختيار
المدراء والقادة، هو أصل انتخاب الفرد اللائق لذلك المنصب، والانحراف عن هذا الخط
يعتبر خيانة للَّهورسوله وللمجتمع الإسلامي.
والملفت للنظر ما ورد في الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّ إحدى
علامات قيام الساعة وفناء المجتمع البشري «تولّي الأمور من قِبل غير أهلها».
وعبارة «انتظر الساعة» في هذا الحديث الشريف، معناها أوضح في هذا العصر من
السابق، لأننا نعلم أن الفاسدين إذا ملكوا مقاليد الأمور وتسلطوا على سياسات
العالم في هذا العصر ووقعت الأمور بيد غير أهلها، فربّما يؤدي ذلك إلى حرب طاحنة
ومدمرة تأتي على الأخضر واليابس من الحضارة البشرية، وربّما ينقطع نسل الإنسان
ويفنى من الأرض.