يعني أنّ جميع رأسمال الإنسان في طريق مواجهة الأهواء الذاتية والتصدي للنوازع
النفسانية تكمن في تزكية النفس والبشر مدعوون للقيام بهذا الأمر المهم بأنحاء
مختلفة، ومعلوم أنّ اللَّه تعالى كما تصرّح الآية الشريفة، لا ينتفع بذلك، بل إنّ
آثار ونتائج هذا العمل يعود للإنسان نفسه كما أنّ الإحسان إلى الآخرين يعود بالخير
والبركة للشخص المحسن نفسه، وربّما يتصور البعض أنّ المساعدات المالية وأشكال
الإنفاق المالي للفقراء والمحتاجين إنّما ينفع هؤلاء الفقراء والمحتاجين فقط، في
حين أنّ الأمر ليس كذلك، بل إنّ النفع الذي يصل إلى المنفق والمحسن أكثر، لأنّ هذا
العمل يورث قلبه الصفاء والنورانية بمقدار ما يطهّره من عناصر البخل والشح
والأنانية، ويعمل على غرس وتقوية الفضائل الأخلاقية في روحه بمقدار ما يزيح عنها
الرذائل الأخلاقية.
ما معنى تزكية النفس؟
التزكية في اللغة العربية وردت بمعانٍ مختلفة ومتقاربة، مثل: تطهير، تخليص،
تصفية، وأحياناً تأتي بمعنى التنمية أيضاً. وطبعاً فإنّ النمو هو نتيجة لعملية
التطهير والتصفية، على أيّةحال فالإنسان إذا أراد التحرك في خط العودة إلى الفطرة
النقية